بات درب اختيار عارضي الأزياء من الشارع مجرباً ومتبعاً على مماشي عروض الأزياء الرجالية والنسائية، وهو خيار يؤتي أكله دائماً. فروح البانك الموجودة لدى سان لوران تدين بالكثير إلى معتنقي أسلوب الروك النحيلون الحقيقيون الذين ظهروا على مماشي عروض الأزياء الخاصة بالدار وفي حملاتها الإعلانية، بقدر ما تدين للتصميم الخبير لدى هادي سليمان. أما عامل الروعة العصرية الذي تتمتع به علامة إيكهاوس لاتا فلا ينبع فقط من تقنية إعادة التدوير للأفضل المستخدمة في ملابسها بل أيضاً من فناني وسط المدينة الذين يرتدونها خلال عروض الدار. لكن قد شهدت أسابيع عروض الأزياء الرجالية الأخيرة تغيراَ في عملية اختيار العارضين، فلم يجري إقصاء الوجوه الشعبية أو المشاهير عن مماشي عروض الأزياء، بل باتت القائمة الآن تشمل محررين ووكلاء شراء الأزياء وضالعين من عالم صناعة الموضة.
القوا نظرة واحدة على عرض ربيع 2016 من ببليك سكول وستميزون المصمم واريس أهلواليا والمحرر نيك ووستر. وفي حين أن الاثنين معروفان على نطاق واسع خارج عالم صناعة الأزياء حيث أن أهلواليا سبق وظهر في عدة أفلام هوليوودية فيما يجسد ووستر شخصية رائدة في عالم موضة الشارع، لكنهما يعتبران شخصيتين ضالعتين ومطلعتين بالنسبة لجمهور من عالم الأزياء. وبعد سنوات من مشاهدة هذين الشابين يجلسان على مقاعد الصف الأول، بات باستطاعتنا الآن رؤيتهما داخل العرض نفسه. وقد رصدت ظاهرة مشابهة في وقت سابق في موسم الأزياء الرجالية ربيع 2016 في ميلانو، حين قامت بورتس 1961 بالاستعانة بووستر ومصمم الستايل في ديتيلز يوجين تونغ ليظهرا ضمن عرض أزيائها.
وبالنسبة لعلامة أزياء، من المنطقي استحضار دعم محرر أزياء على ممشى عرض أزيائها. ففي حين أن نجوم موضة الشارع والوجوه المشهورة تثير حماسة إضافية حول العرض، إلا أن ضليعاً في الأزياء على ممشى عرض أزيائها يأتي بختم موافقة جدي من وسط الصناعة لا يمكن لأي موسيقي جذاب أو نجم بارز الإتيان بمثله. وإن أعدتم النظر، سترون بأن هذا المنهج يظهر هنا وهناك بشكل متكرر: نك ووستر في عرض مارك مكنيري لربيع 2014، وكاميل بيدولت-وادينغتون في عرض مارك جايكوبز خريف 2010. لكن إن كانت عروض الأزياء الرجالية الأخيرة تحمل أية دلالة، فهي أن حمل وجوه الصناعة للنهوض عن مقاعدهم والمشاركة في عرض الأزياء سوف لن يشهد سوى شعبية متزايدة على المدى المنظور.
_ستيف يوتكا، ستايل.كوم