كان دومينيكو دولتشي في السابعة من عمره حين قام بزيارة القصر الصيني في باليرمو لأول مرة، ولم يفهمه مطلقاً. وكانت عبارة “غبي جداً” هي ما تلفظ به المصمم بعد انتهاء عرض دولتشي آند غابانا، ضارباً على رأسه للتوكيد على الفكرة. لكن لم على طفل استيعاب فانتازيا آسيوية غريبة مزروعة في قلب مدينة كاثوليكية؟ لقد تطلب هذا بأن يقوم الرجل الذي غداه هذا الطفل بتحويل هذا المعلم الأرستقراطي المبالغ الفخامة من القرن الثامن عشر إلى قصة أزياء خيالية في القرن الواحد والعشرين.
تجسد كل مجموعة جديدة من دولتشي آند غابانا اليوم إعادة ابتكار لبصمات قديمة مثل الخياطة الصارمة، وجديدة مثل تصاميم الغيشا الضخمة الحجم. وبالطبع دون أي وقع ممل أو مكرر كالذي قد يرتبط ذاتياً بالأشياء المألوفة للغاية. ويعود السبب في هذا لكون الأزياء معززة بكثافة بصرية تتجاوز مستوى الجاذبية الصورية لتصبح شيئاً ينحو نحو الاحتفال. إن استعراض الطواويس والتنانين وطيور السنونو التي شقت طريقها خلال غابات من الخيزران وسارت على ممشى عرض الأزياء كانت بالفعل أشبه بموسوعة توضيحية لمفهوم الجاذبية، لكن ما إن تمت طباعة هذه العناصر على الأحذية الحريرية أو كانت مطرزة على قميص من الدانتيل أو محبوكة على سترة صوفية، حتى تحولت إلى وجه عام لمجموعة تضمنت أيضاً البذلات المكونة من ثلاثة قطع والجينزات المرقعة والبنطلونات الصيفية المخططة وجيشاً من القمصان من نمط بولو. إنها كم هائل من القطع المنفصلة أو بالأحرى من الخيارات ليتم ضم واحتضان حتى أكثر القطع بهرجة داخل الخزانة.
وأتى تيشيرت متروك الحاشية ذو حبكة من طراز هوبساك مع صورة طائر معشش في شجرة برتقال بمثابة الدمج المثالي للملامح الصينية والصقلّيّة، جامعاً الحرفية الفنية مع البساطة. لكن كانت هناك جرعة من الفكاهة أيضاً في مثل هذه الفكرة، والتي كان بإمكانكم ملاحظتها في الأحذية من طراز الإسبدريل التي رافقت كل الأزياء والتي ظهرت أحياناً بسيطة خالية من الزركشة، وفي أحيان أخرى مطرزة بفخامة أو مشغولة بالخرز. إنها أحذية الفلاحين المصممة لتناسب ملكاً. وقد سبق لستيفانو غابانا أن قال قبل عامين: “هناك الكثير من الأشياء في صقلية، لدرجة أنه بإمكاننا الاستمرار بالقيام بهذا للأبد.” ولم يكن يمزح مطلقاً.