نعرفكم على المصمم الدنماركي مارتن آن الشغوف بالأحذية والعاشق للأشياء المصنوعة بحرفية جميلة. قبل تأسيسه لشركته الخاصة، كان آن يعمد عادةً إلى تأمل أعمال المصممين الآخرين ليضع أسس رؤيته وتطلعاته الخاصة. وفي مطلع القرن المنصرم انتقل آن إلى نيويورك و تدرب لدى مصمم الأزياء إيلي تاهاري لاكتساب الخبرة. وبعد وقتٍ قصيرٍ من هذا، ولدت علامة آن “هاوس أوف مونتغيو House of Montague“. تحدثت ستايل.كوم/العربية مع آن عن جذوره وعن رؤيته و”تركيبته السرية” لعلامته.
حدثنا قليلاً عن تجربتك في نيويورك.
إن تجربة العيش في نيويورك وممارسة جوانب الحياة المختلفة والتقاء أناس من خلفيات متنوعة وبلدان أخرى منحتني حقاً منظوراً جديداً للحياة وما يدور حولنا في العالم.
لنتحدث عن خط أحذيتك. ما هي “تركيبتك السرية”؟
أعتقد بأن كل مصممٍ يبدأ بفكرة ابتكار شيء مميز أو شيءٍ سيتم اعتباره لاحقاً أمراً كلاسيكياً. حين بدأت تصميم وابتكار مجموعة الأحذية، كانت تجول في رأسي أفكار مثل: ماذا يرتدي الرجال؟ ماذا أرتدي أنا؟ وما هي القطع التي أعتقد بأن على كل شابٍ امتلاكها في خزانته فيما يخص الأحذية؟ وبالنسبة لي، إن ابتكار شيءٍ مميز لا يعني إعادة ابتكار الأشياء الأساسية—بل إعادة ترجمة هذه الأشياء الأساسية. وفي تصاميمي، أعمد إلى أخذ تصاميم أساسية وأضيف إليها تفاصيل مختلفة لم تكن لترى عادةً مع هذه الأصناف من الأحذية.
كما أننا نتعامل مع بعض أفضل مزودي المواد في الصناعة، وننتج قطعنا في أوروبا ونأتي بـ90% من الجلود من المدابغ الإيطالية. إن العمل مع بعض أفضل الضالعين في الصناعة يمنح خط أحذيتك ميزةً نظراً لوجود الكثير من الخطوات في العملية التي تخرج عن نطاق تصرفك.
لاحظنا أن بعض الأحذية الرياضية تحتوي على تفاصيل فرو المنك. حدّثنا أكثر عن ذلك.
جاءت فكرة الأحذية الرياضية بفرو المنك بعد أن أطلقنا أحذية الديربي الرياضية المخملية بالتعاون مع بوتيك الأزياء ستورم STORM في كوبنهاغن. أطلقنا ثلاثة ألوان: الأسود أو العنابي مع التطريز الذهبي ونسخةً سوداء بالكامل. بيعت أول دفعة في الحال. بعد ذلك، فكرت في طريقة أطور بها هذا المنتج وأنتقل به إلى المستوى التالي. وفي يومٍ ما بعد أن قرأت عن كوبنهاغن فر ومبادرتهم الجديدة، كيك آند نيكسوس Kick and Nexus، خطرت على بالي هذه الفكرة. لنصنع حذاءاً رياضياً مغطىً بفرو المنك! وبعد اللقاء الأول، قررنا أن نتوسع من حذاءٍ واحدٍ إلى مجموعة منفردة. وكانت النتيجة النهائية: حذاءان مرتفعان عند الساق وآخران منخفضان؛ ثلاثة موديلات من المنك البلاتيني بطول 4مم المستخدم من الخارج إلى جانب جلد نابا الإيطالي الناعم، وحذاء مطاطي بمظهر حداثي مطور، مصنوع بالكامل من الجلد الأسود المطاطي وحواف فرو المنك البلاتيني ومشبك معدني كبير للإغلاق.
ما هي القصة الكامنة وراء اسم العلامة؟
إن اسم “هاوس أوف مونتغيو” يعود في الأصل إلى مسرحية شكسبير روميو و جولييت. بيدو أن الاسم هو الشيء الوحيد الذي تتشارك به العلامة مع القصة الأيقونية، في حين أنني سمعت الاسم أيضاً في أغنية من أغاني فرقة “أريكتيك مونكيز Arctic Monkeys” أثناء عودتي إلى المنزل في قطار الأنفاق ولفت هذا الاسم انتباهي. والسبب الذي دفعني إلى تسمية شركتي “هاوس أوف مونتغيو” يعود إلى الغنى الثقافي الذي تتمتع به دور الأزياء الأوروبية. إن حلمي هو بناء دار، و لكن لتبني داراً عليك أولاً أن تضع الأساسات، و هذا هو الحال مع أحذيتنا.
كيف تأثر الثقافة الدنماركية على تصاميمك؟
تمثل كلٌ من الخطوط والنقوش البسيطة الطابع إشارةً واضحة للثقافة الدنماركية ضمن تصاميمي. أمتلك خلفيةً مختلطة لأن والدتي هندية من الملايو ووالدي دنماركي، لذا فإنني وعلى الرغم من نشأتي في مجتمع دنماركي و حياتي ضمن العادات الدنماركية إلا أن رؤيتي تتخطى حدود الدنمارك نظراً لأن والدتي كانت تخبرني دائماً أن عليّ البحث عن الفرص خارج الدنمارك. عاش والداي في هونغ كونغ لعدة سنوات حيث التقيا بعضهما، وقد قضيت وقتاً خارج البلاد في كل من الصين و الولايات المتحدة الأمريكية أثناء دراستي، لذا فإن خلفيتي متأثرةٌ بأكثر من مجرد الحضارة الدنماركية.