إننا على بعد أسبوعٍ واحد من إبحار أكثر من 100 من قوارب الداو في الميناء السياحي في دبي للمشاركة بسباق القفال للمسافات الطويلة. قد بات الحدث الذي ينطلق في نسخته الرابعة والعشرين واحداً من أهم الأحداث البحرية سنوياً. وأشار علي بن غليطة، المدير التنفيذي لنادي دبي البحري العالمي (دي آي إم سي) “هذا هو الحدث الرئيسي في سباقات الداو في الإمارات. يوجد عدد من السباقات ولكن هذا هو السباق الأهم فيما يخص الجوائز المالية والمسافة”
وسيجري السباق على مسافة 51.3 ميلاً بحرياً من جزيرة الصير بونعير إلى الميناء الساحلي مع نقطة تفقد في الجزيرة الاصطناعية مون آيلاند. وسيكرم أول فريق يقطع خط النهاية لدى برج العرب في الجميرا بجائزة مقدارها 5 ملايين درهم إماراتي. ولكونه السباق الأخير ضمن موسم الرياضات المائية لدى نادي دبي البحري العالمي، يعد الحدث بأن يقدم مشهداً ملفتاً في مياه دبي كما سيشهد اليوم أيضاً تسال وطعاماً عربياً تقليدياً ورقصاً ووجبات خفيفة.
إن كلمة القفال تعني العودة، وتعود إلى زمن الغوص لاستخراج اللؤلؤ حين كانت تلك هي المهنة الرئيسية في دبي. وبعد التوقف عند جزيرة الصير بو نعير، كان الغواصون يعودون أدراجهم نحو دبي في قارب الإبحار التقليدي الداو.
وتحرص القواعد المنظمة الصارمة على أن يتم استعمال قارب الداو التقليدي في السباق. وهذا يعني داو مصنوع من 60 قدماً من الخشب، وبدن القارب مصنوع 100% من الخشب ويفضل أيضاً أن تكون السارية الرئيسية من الخشب أيضاً، في حين أنه من المسموح استخدام ألياف الكربون والكيفلر لقدرتها على الاستمرارية. وعلواً على هذا، يجب أن يتكون الفريق في الحد الأدنى من 12 شخصاً ولا يسمح لأي قارب مشارك أن يحتوي على محرك آلي.
ويحافظ السباق على قاعدة قوية من التقاليد الإماراتية وهو متاح رسمياً فقط أمام أصحاب الجنسية الإماراتية، بيد أن الزوار سيستمتعون بالجمال والرفاهية ومشاهدة الرياضيين المحترفين الخبراء الذين تتطلبهم عملية قيادة وتوجيه القوارب التي تعود إلى حقب ماضية. أما بالنسبة لهذا الموسم، فسيضم نادي دبي البحري العالمي مشاركات فخرية (حيث شهد سباق العام الماضي فريقاً ألمانياً وفريقاً فرنسياً، في حين أن هذه العام سيضم فريقين فخريين آخرين). ويبدو بأن تقاليد صناعة الداو ماتزال حيةً ومزدهرة، حيث أن كل القوارب المشاركة في القفال مصنوعة في الإمارات العربية المتحدة، وهي فائدة تجارية تنعم بها صناعة السفن.
أما أولئك الذين لا يصلون أولاً إلى خط النهاية ليحملوا معهم الجائزة المالية البالغة 5 ملايين درهم إماراتي، فنفترض أنهم سيحظون بفرصة الغوص لاستخراج اللؤلؤ. وإن وجدتم أياً منها فحبذا لو تذكرتمونا بواحدة.
السبت 17 مايو. الدخول مجاناً.