الوقت هو هوسنا الأكبر. يمكنك أن تجادل منطقياً بأنّ كلّ الفنّ موجود للاستيلاء على الوقت وإبطائه أو حتى إيقافه. هذا الهدف المستحيل هو أصل كلّ إحباط بشري. لأننا نعشق التحكم، لكننا نخسر التحدي مع الوقت المستبد، الوقت المشاكس.
ستُكتب المقالات الطويلة عن ساعة آبل AppleWatch بعد إعلان اليوم، وكيف أنّها تجمع ملايين المنتجات في أداة واحدة، وعن ذكاء المغناطيس فيها. سيتم التمجيد بوظائفها المتعددة. فهي ستستطيع على سبيل المثال، أن تصبح صديقتك المفضلة خلال التمرين. حيث تحتوي على حساسات (أدوات استشعار) تقيس نبضك باستمرار (بالإضافة إلى قياس ردود الفعل الفيزيائية الأخرى)، ويمكنها بذلك أن تساعدك على أن تكون بصحة أفضل. كان هذا دائماً نهج آبل، أن تجعل التكنلوجيا وسيلة شخصية.
لكنّ البراعة الفنية في تصميم ساعة آبل هي ما يفتنني. لا يمكن أن يكون الإعلان عنها بعد يوم من ظهور القمر العملاق صدفة محضة، لأن علاقة الساعة بدورات القمر بالنسبة لي هي أحد أكثر صفاتها جاذبية. القمر هو وجه الوقت، ويمكنك على ساعة آبل أن ترى القمر يتعاظم ويتضاءل. ومع وجود قمر في السماء وآخر في معصمك، ستتوحد مع الكون. هذا أكثر إثارة من التحقق من نبضك بعد الركض.
وهي تعمل بنفس الطريقة أثناء شروق الشمس وأثناء غروبها. يمكنك أيضاً أن تعرف الوقت في مدينة أخرى، وستظهر المعالم الجوية كما تبدو في نفس اللحظة بتلك المدينة. إذا كان الوقت هو منتصف الظهيرة في لندن، ستظهر لديك ساعة بيغ بين تحت أشعة الشمس، مما يمنحك رخصة للتميّز والإبداع.
رخصة التميّز هي ما تستخدمه ساعة آبل لتربط كل لحظة في يومك بنسج الروايات والتفكير بطريقة رومانسية. بهذا، تذكرني قليلاً بذا كلوك، إبداع كريستيان ماركلي، التقسيم المفاهيمي الرائع لـ24 ساعة الذي يستهلك الوقت “الحقيقي” بالكامل. لكن ساعة آبل تجعلك تتحرك للأمام وللخلف وحول الوقت بطريقة تخيلت بها ديفيد ميتشل يصمم ساعة بدلاً من تأليف رواية غوست ريتين أو كلاود أطلس.
هناك لربما مليون شيء آخر يمكنني أن أقوم به باستخدام ساعة آبل، لكنني ما زلت متشبثاً بالفكرة بأنّ من صنعها كان فناناً بقدر ما كان تقنياً. فالشيء المضغوط جداً يتطلّب استجابة خلاقة على وجه الخصوص. نعم، إنّها عمليّة بشكل كبير، لكنّها تتميّز أيضاً بقيمها الجمالية الجذّابة. فهي مصنوعة من الذهب الوردي 18 قيراط، ولا شيء أقل من ذلك (إلى جانب الذهب الأصفر، والستانلس ستيل اللامع، ومطلية بالدي إل سي والألمنيوم).
اطلبوا من أيّ خبير أزياء أن يعرّف لكم الفخامة وأراهن على أنّ أغلبهم سيقولون: الوقت. وهو ما ستمنحك ساعة آبل الكثير منه.
