كما قد يكون معروفاً بالنسبة لكم، تخطط شركة آبل لافتتاح أول متجر لها في الشرق الأوسط، أي في دبي. وقد تحدثت تقارير سابقة حول إطلاق المتجر في شهر فبراير، لكن تم تأجيله (وذلك لأهمية هذا الحدث). نعم كما هي عادة دبي، لن يتم الاحتفال بهذا المتجر على النطاق المحلي وحسب، بل سيحذو حذو برج خليفة ويسجل رقماً قياسياً عالمياً.
ويأتي توقيت إطلاق ساعة آبل الجديدة ومتجر آبل الضخم مثالياً ليرضي حب البذخ لدى سكان منطقتنا. فلدينا أعلى بناء في العالم وأغلى سيارة وأفخم الفنادق. تزان الفخامة لدينا بالقيراط وتقاس بالمتر وتزداد بازدياد العمل عليها.
لذلك آمل بألا تبيع آبل ساعة واحدة في الشرق الأوسط. هناك فرصة جيد، هذا ما آمله.
نقف هنا في ليلة الإطلاق الجديد في حي التصميم في دبي نعتقد أن هذا منعطف هام بالنسبة لنا كمنطقة بشكل عام وصناعة الأزياء بشكل خاص: فرصة لتطوير ثقافة حقيقية تحترم المهارة والحرفية التي تظهر على معارض الفخامة المستوردة؟ علينا تشجيع المواهب المحلية وتنمية حس تذوق محلي مميز. وفي ضوء ذلك فإن ساعة آبل ووتش إيديشن خطوة إلى الوراء على هذا الطريق. تشكل هذه الخطوة عودة إلى زمن طرفة الطلاء بالذهب التي تحكى كثيراً عن هذه المنطقة.
عند مقارنتها بساعات آبل الأخرى فإن ساعة آبل ووتش إيديشن لا تتمتع بخصائص مميزة سوى أنها مصنوعة من الذهب وباهظة الثمن (وتلك من مفارقات هذه الشركة التي تتباهى بكون “تعمل وحسب” فإنها ستقدم دعماً على مدار الساعة لكل من يدفع ثمن هذه الساعة.)
كما تكون ساعات آي دبليو سي أو كارتييه أو روليكس أو أوميغا أكثر توفراً بهذا السعر الذي تطلبه آبل والذي يفوق حاجز العشرة آلاف دولار أمريكي، كما أنه قريب جداً من أسعار ساعات جيجر لوكولتر وباتيك فيليب. كما أن هذه الساعات قطع فنية كلاسيكية تحتفظ بقيمتها كقطع مميزة لسنوات وسنوات. أما ساعة آبل ووتش إيديشن فمقدر لها أن تفقد قيمتها عندما يحين إطلاق جديد آبل القادم الذي سيدفع بهذه الساعة إلى التخلف التكنولوجي.
وهنا نأمل بأن يكون النجاح الثقافي للشرق الأوسط سبب فشل آبل فيه. لا تهتموا بالضجيج ولا تشتروا ساعة آبل ووتش إيديشن.