لم تستطع غوتشي أن تنتظر المستقبل ثانية إضافية. غادرت فريدا جيانيني العلامة في موعد سبق ما خُطّط له، وتمّ استبدال أدق تفاصيل مجموعة الملابس الرجالية التي كانت ستعرضها اليوم، وشمل ذلك مجموعة العارضين وتنظيم طريقة الجلوس في العرض. حدث كلّ ذلك في خمسة أيام. من الصعب تصديق ذلك، لكن إذا رغبت ببرهان يدلّل على صحة المثل الذي يقول: من جدّ وجد، فقد كان ذلك واضحاً هنا.
حتماً، ألقى التراخي الخنثوي المسترسل في العرض وطمس الفروقات بين الجنسين (الملحق الغريب لعرض برادا الليلة الماضية) بظلال مختلفة جداً عن مجموعات جيانيني الأخيرة. لكن قد يكون هناك قواسم مشتركة ملفتة للنظر في حقيقة أنّ جيانيني كانت تستمد إلهامها دائماً من الموسيقيين، وبدت الملابس هنا أيضاً متأصّلة في مشهد ثقافي موسيقي. وكأنّ أحداً كان يتصفّح كتاب ريزولي الأخير المكرّس لسنواته العشر الأولى في مجلة أنوذر مان Another Man، مع أمثال بوبي غيليسبي وهو يحمل دون خوف ميراث ميك آن كيف Mick ‘n’ Keef، ويرتدون قماش الشيفون والكريب كصديقاتهم، ويندسّون في بنطلوناتهم الضيقة بدون بذل أدنى جهد من خلال التلوّي. كان “قصّ الحكايا الحسّي العميق من خلال الأزياء” هو القصد المصرّح به لهذه المجموعة، وتجسّد ذلك الحسّ العميق في الإطلالات التي ستشعل دون أدنى شك مشاعر أيّ شخص يحمل مشعل تراث غوتشي الأنيق الفاخر وهو شيء استطاعت جيانيني أن تلائمه مع أدواتها الخاصة خلال ثماني سنين قضتها كمديرة إبداعية. اختاروا ما يناسبكم بين البلوزة الضيقة من الشيفون الأحمر، والقطعة العلوية المذهبة المثيرة، أو سترة المربية الصغيرة جداً بثلاثة أرباع الكم. شملت الأحذية، أحد الأركان الأساسية في عمل غوتشي في الإكسسوارات، صنادل جلد المهر والأحذية المزينة بفرو المنك. بدت الخنوثة المتعمّدة طريقة واضحة على نحو مبتذل لإبعاد المجموعة عن ماضي غوتشي القريب.
لكن كيف لذلك أن يشكّل منصة الإطلاق التالية للعلامة؟ قد يكون هناك أدلة من الصفات التي فصّلتها ملاحظات العرض على أنّ المجموعة تميّز غوتشي الجديدة: منفتحة ورومانسية وعقلانية. ارتدى بعض العارضين قبعات البيريه والنظارات والأوشحة الضيقة. وكان هناك معطف من الدفيل باللون الأحمر المبهر. قطعة أساسية لائقة. هل كان ذلك كافياً؟ أمّا الآن، فإنّ أليساندرو ميشيل، مصمم الإكسسوارات الرئيسي في غوتشي، هو من انحنى في نهاية العرض محاطاً بفريقه. كانت لفتة سخية ديموقراطية، وتبتعد عن استكبار المصمم الكبير الذي بثّه العارضون ذوو الشعر الأملس وهم يمشون متثاقلين على ممشى غوتشي بعقدهم الأنثوية من الشيفون.
