الأزياء اللامبالية مفهوم مراوغ بشكل غير ملموس أشبه بنفث الدخان في الهواء. إن لم تكونوا في عمر محدد ومن قاطني مدن محددة (وباريس أحدها) وتعرفون أناس محددين وتحبون نوعاً محدداً من الموسيقى وترتادون أماكن محددة وتتمتعون بملامح محددة فإن فرصكم في أن تلائمكم هذه الملابس محدودة. وبالطبع، إن كنتم تبالون بذلك، فإن الفرص معدومة.
ما الحل؟ حسن، يستطيع هادي سليمان مساعدتكم. الشيء الذي لم يذكر في التحليل اللامتناهي لعمله في سان لوران هي قدرة ملابسه على إضفاء تلك الخاصية الرائعة التي تحدثنا عنها. وقد كان العرض مثالاً على ذلك.
كانت الإنارة خفيفة بشكل طبيعي، لكن ما أن انتقل عارضو وعارضات سليمان من بقعة ضوء إلى أخرى قدمت مجموعة من النماذج الشهيرة العالية الأناقة نفسها: السترة الضيقة الشبه رسمية ذات الأزرار الثلاث والكنزة المقلمة أفقياً بالألوان المتعاكسة وسروال الجينز المتناهي الخفة والسترة السوداء مع الكنزة ذات الياقة العالية وسروال الجينز الأسود المبالغ في ضيقه والمزين بالزمات، إضافة إلى سترة النايلون القصيرة ذات طابع الروك واللون الزيتوني فوق كنزة بنقش الفهد مع الجينز الأسود (الضيق جداً). يبدو أنه من الأفضل أن نكف عن تحديد السراويل الضيقة، فقد كانت جميعها ضيقة، وكان بعضها مبالغاً في الضيق لدرجة أنها جعلت مشاركة ريك أوينز حول الجسم الذكري تبدو خجولة. وكانت أحذية الكعب 8سم للعارضين والعارضات القطع الوحيدة المتناغمة في هذا المجموعة.
يمكن وصف هذه المجموعة والحديث عنها دون الوصول إلى مشكلة ما نقف عندها. يشكل عارضي هادي وعارضاته ومن يقع في المنتصف صورة من اللامبالاة جاهزة مرسومة بفنية عالية وعناية فائقة. عندما يتم تضخيم هذا الأثر من خلال رغبة سليمان المؤذية في الانكماش لأن اللامبالاة ليست مفيدة فإنهم يمثلون منفذاً سريعاً إلى وجهة محظورة في أحوال أخرى.
قال سليمان خلف الكواليس: “ابتكرت مشروعاً أسميته جلسات باريس، وهو حول الجيل الشاب من الموسيقيين، ويدور هذا العرض أيضاً حولهم. ذلك تقديراً لهم.” وكذلك تعكس الدبابيس على قبعات البيريه هذه كلمات أغنية لفرقة مايستير كتبت خصيصاً لعرض الليلة. وبالطبع من غناها هم بعض أولئك المغنين (أسماء رائعة لامبالية تضمنت فيكي شيري وليو بير كريك وميلودي بروشيت) الجالسين القرفصاء على الأرض أمام الصف الأول. لكن سواء كان المصمم مشيراً إلى أجوائه الموسيقية الأمريكية المحببة أو الباريسية المعاصرة، فإن قوة أزياء سليمان تكمن في كونها الأكثر لامبالاة على وجه الأرض برأي أولئك المبالين.
