من مئذنة مسجد جارا التي يبلغ ارتفاعها 47 متراً في تونس إلى أوشحة لويس فويتون الحريرية، يعيد الفنان التونسي المشارك في فقرة Voices في ستايل.كوم/العربية إل سيد ابتكار فنون الكاليغرافيتي التي يبدعها باستمرار على وسائط متعددة. وقد أثبتت جاذبية عمله (مزيج من فنون الشارع والخط العربي) البعيدة المدى نفسها مؤخراً على جسر بون ديزارت في باريس، الجسر الأيقوني القريب من متحف اللوفر.
كان المَعلَمُ المشهور في السابق موطناً لآلاف “أقفال الحب”؛ إذ كان السياح يضعون قفلاً مع شركائهم على جسر المشاة ويرمون المفتاح في نهر السين. بعد إعلان إزالة الأقفال بسبب إجراءات السلامة، فوّضت سلطات المدينة مهدي بن شيخ، مدير غاليري إتينيرانس، لإقامة معرض مؤقت لفنون الشارع على جسر بون ديزارت. ومن بين فناني الشارع العالميين والمحليين الذين اختارهم شيخ للمشروع مثل بروسك وأنتونيو وجيس، رسم إل سيد اقتباساً للروائي والكاتب المسرحي الفرنسي أونوريه دي بلزاك على الجزء الخارجي للجسر بالتخطيط العربي الوردي العريض. كان المقتطف الذي اختاره الفنان من رواية بلزاك “الأب غوريو” هو: “باريس محيط حقيقي. حاول سبره، لن تعرف عمقه أبداً.” إلى جانب استحضار روح المدينة من خلال رسم كلمات الأيقونة الأدبية الفرنسية باللغة العربية، يهدف إل سيد إلى استحضار مشاعر جميع المارّة الذين يحاولون فك رموز الرسالة وتسليط الضوء على جمال الحضارة الشرق أوسطية من خلال فنّه.
وكما هي الحال مع أعماله السابقة، لم يوقّع الفنان اسمه على عمله ليسلّط الضوء على الطبيعة الديمقراطية للشوارع وعلى إيمانه بأنّ الفنون المرسومة في مكان عام يملكها للناس.
_ناتالي ثيودوسي