Follow Vogue Man Arabia

علاج تراجع الخصوبة عند الرجال بات على بُعد نقرة بالماوس.. وإليكم التفاصيل

ينظر المجتمع غالباً إلى الخصوبة باعتبارها مسألة خاصة بالنساء ولا يكترث لها الرجال إلا عندما يواجهون مشكلة تتعلق بصحتهم الإنجابية. وقد بدأ العلماء يدقّون ناقوس الخطر بالحديث عن مشكلة انخفاض الخصوبة لدى الذكور لدرجة أن بعضهم أصبح يستخدم مصطلح “النهاية العالمية للنسل”، فيما يجادل علماء آخرون بأن انخفاض الخصوبة مسألة لا تستدعي القلق. ولمواجهة هذا الخطر، يلجأ مزيد من الرجال إلى تجميد حيواناتهم المنوية، حتى أصبحت الشركات الناشئة المتخصصة في الخصوبة تجمع تمويلاً يصل إلى ملايين الدولارات على درب تغيير مفاهيم الخصوبة التي نعهدها.

وعلى مدار الخمسين عاماً الماضية، شهدت معدلات الخصوبة لدى الرجال انخفاضاً كبيراً. وتشير دراسة نشرتها عام 2017 مجلةُ هيومان ريبروداكشن أبديت إلى أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال من أمريكا الشمالية، وأوروبا، وأستراليا، ونيوزيلندا انخفض بمقدار النصف منذ عام 1973. ورغم عدم التحقق من السبب الرئيسي لهذه المشكلة، يعتقد العديد من الباحثين بأنها قد ترجع إلى عوامل اجتماعية، منها التوتر، والحِميات الغذائية غير الصحيّة، واستعمال المواد البلاستيكية والمعادن الثقيلة، ونمط الحياة الذي يعتمد على قلة الحركة.

كما يعدّ العمرُ من العوامل المهمة – إذ ينتظر العديد من الأزواج فترة طويلة قبل الإنجاب، وقد تكون هذه المسألة من أكبر العوامل المؤثِّرة في تفاقمها. وتوضح جيرالدين إمرسون، مديرة مختبر بمركز بورن هول لعلاج الإخصاب في دبي: “لا يتطلب الإنجاب وقتاً طويلاً فحسب حين يكون الزوج أكبر من 45 عاماً، ولكن خطر الإجهاض يزداد بنسبة الضعف، حتى لو كان الزوج أصغر كثيراً من الزوجة”. وتنصح الجمعيةُ الأمريكية للطب التناسلي وجمعية التكنولوجيا الإنجابية المساعِدة الرجالَ بالإنجاب قبل أن يبلغوا 45 عاماً. تقول إمرسون إن الإهمال في ذلك الأمر يؤدي إلى “ازدياد خطر إنجاب أطفال يعانون اضطرابات عصبية، مثل التوحد، ونقص التركيز، واضطراب فرط النشاط”.

وقد يكون تجميد الحيوانات المنوية حلاً ممكناً للرجال الذين يخشون من ضعف الخصوبة. وهذا الإجراء، الذي يشيع اللجوء إليه في الغالب بين الرجال الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو غيره من العلاجات التي تسبب أضراراً للجسم، يستعين به اليوم الرياضيون والمشاهير لمحاولة حماية خصوبتهم وتوسيع نطاق خياراتهم. تقول الدكتورة جين فريدريك، إخصائية الغدد الصماء التناسلية والعقم المقيمة في كاليفورنيا، إن “العمر المثالي للرجل لتجميد حيواناته المنوية يتراوح من 18 إلى 39 عاماً”. وبوجه عام، تتضمن علميةُ التجميد، على حد قول إمرسون، تقييماً للتاريخ الصحي للمريض وحالته البدنية. وبعد ذلك، يتم اختبار عينة من الدم والبول لاكتشاف الأمراض المُعدية، ثم تُجمع عينات من السائل المنوي لفحصها في المختبر وإحصاء عدد خلايا الحيوانات المنوية لمعرفة مدى سلامتها. وتواصل فريدريك قائلةً: “تخلط عينة (من القذف) بمركبات خاصة أو بمحلول يساعد في حمايتها خلال تجميدها ثم فكّ تجميدها. ثم تُوضع العينات في قوارير بلاستيكية خاصة يتم تصنيفها وتجميدها بعناية في خزان آمن يحتوي على بخار النيتروجين السائل”. وتتراوح تكلفة هذا الإجراء من 350 إلى 500 دولار أمريكي، إلى جانب رسوم سنوية إضافية للتخزين تبدأ من 395 دولاراً.

ولكن المختبرات ليست الحل الوحيد المتاح أمام الرجال للحفاظ على خصوبتهم، فضمن جهود تطوير هذا القطاع أُطلِقَت في يناير من هذا العام خدمةُ “دادي” لحفظ الحيوانات المنوية بكل أمان، حيث يصل إلى العميل طقمُ أدوات تستعمل في المنزل، ويمكن طلبها عبر الإنترنت بسعر 99 دولاراً أمريكياً. ويوضح توم سميث، الشريك المؤسِّس والمدير التنفيذي للشركة المنتجة: “بدأنا التفكير في طرق لتخزين الحيوانات المنوية تكون في متناول الجميع، وأقل إثارةً للخوف، وأكثر خصوصيةً”. ويضيف: “بعد أن يصل الطقم إلى بيت العميل، فإنه يضع سائله المنوي في الكوب المخصص الذي يحتوي على مادة حافظة فريدة لحماية ذلك السائل. ثم يضع العميلُ ذلك الكوب داخل العبوة الحافظة مسبقة الدفع، ويأتي بها على وجه السرعة إلى مختبرنا حيث نحفظ سائله المنوي في ثلاث قوارير. وحالما تصل إلى المختبر العبوةُ (المملوءة بالسائل المنوي للعميل)، فإنه يتلقى تقريراً خاصاً عن خصوبته، بما في ذلك مقطع فيديو لحيواناته المنوية”. ويمكن للعميل حينها أن يختار حفظ سائله المنوي مقابل 99 دولاراً سنوياً.

وتعد “دادي” جزءاً من صناعة متنامية متخصصة في تكنولوجيا الخصوبة، من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. ووفقاً لسميث، فإن الشركة تتواصل مع عدد كبير من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و70 عاماً. ورغم أن خدماتها لا تزال متاحة فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تخطط بحماس للتوسع عالمياً. وأثير في هذا الإطار موضوع إطلاقها في دبي. ويقول رجل يبلغ من العمر 35 عاماً: “لو أني أعلم أن هناك وسيلة لمعرفة جودة سائلي المنوي بهذه السهولة، والسعر المناسب، والخصوصية، للجأتُ إليها بكل تأكيد”. ويضيف صديقه البالغ من العمر 32 عاماً: “حقاً لم أفكر أبداً في موضوع الخصوبة. ولكني أرغب في أن أكون أباً يوماً ما، وجهلي بما إن كنت قادراً على الإنجاب أم لا أصبح يثير قلقي الآن”.

وحتى لو لم تخططوا للإنجاب، فقد يكون ثمة ارتباط قوي بين ضعف الحيوانات المنوية والصحة العامة. فقد كشفت دراسة أجرتها المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة عام 2009 على 40 ألف رجل أُحيلوا إلى مختبر تحليل الحيوانات المنوية في كوبنهاغن أن “تراجع معدلات الوفيات بين الرجال ممن لديهم سائل منوي سليم كان بسبب انخفاض معدلات إصابتهم بمجموعة واسعة من الأمراض الشائعة بين الرجال، سواء الذين لديهم أطفال أم لا. ولا يمكن أن يرجع سبب انخفاض معدلات الوفيات إلى نمط الحياة أو العوامل الاجتماعية فقط”. ومنذ ذلك الحين، نشرت جمعيات أخرى أبحاثاً مشابهة توصلت إلى نتائج مشابهة، وشددت على ضرورة أن يهتم الرجال بصحتهم الإنجابية، حتى ولو كان ذلك لمجرد راحة البال.

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد خريف وشتاء 2019 من ڤوغ العربية للرجل.

اقرؤوا أيضاً: لهذه الأسباب لا يكترث جون مالكوڤيتش بتقديم ما يستهوي الجمهور

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع