عندما تتضافر جهود المصممين ونخبة مهندسي العمارة تكون النتيجة تصاميم في غاية السحر.
مجمَّع فونداتسيوني برادا، ميلانو
على أطراف مدينة ميلانو وعلى مساحة 11 ألف مترٍ مربع تستقر مساحة العرض التي كرستها ميوشيا برادا للفنون المعاصرة والثقافة. وقد اضطلع بتطوير هذه المساحة حتى أصبحت على ما هي عليه الآن رِم كولهاس وفريقُه في مكتب التصاميم المعمارية “أو إم إيه”، حيث كانت في الأصل مصنع تقطير مؤلف من سبعة مبانٍ يبلغ عمره قرناً من الزمن. وتم إلى جانب ذلك تصميم ثلاثة مبانٍ أخرى لتندمج معها – أحدها مكسوّ بصفاح من الذهب عيار 24 قيراطاً. ويشكّل التجاور بين القديم والحديث متعةً لأنظار عشاق التصميم، في حين يضم المبنى من الداخل مقهىً وصالة سينما تغطيها المرايا، وهما من تصميم ويس أندرسون. ويشكل هذا المجمَّع مقراً للعديد من التجهيزات الفنية والمعارض الدائمة لفنانين من أمثال النحّات روبرت غوبر، والفنانة لويز بورجوازي، ويستضيف أيضاً برنامجاً دورياً من المعارض المؤقتة، وعروض الأفلام، والعروض الراقصة، والمحاضرات.
متجرا توم براون، في لندن وميلانو
تماماً مثل تصاميم الأزياء التي يبدعها، يُعرَف توم براون بقواعده الصارمة فيما يخصُّ الديكور الداخلي لمتاجره. وبالتعاون مع صديقه الوفيّ فلاڤيو ألبانيس، مؤسس إيه إس إيه استوديو، لإنجاز متجريه في كلٍّ من لندن وميلانو، ابتكر ما يمكن وصفه بأنه ديكور داخلي مذهل ورصين. ويتميز المتجران اللذان يستمدان الإلهام من ديكور المكاتب في أواخر الخمسينيات وبدايات الستينيات بجدران رخامية مصقولة رمادية اللون، وأرضيات من كسر الرخام [التريسة]، وستائر فينيسية معدنية، وصفوف من مصابيح فلوريسنت الأنبوبية المضيئة. وتمزج المساحات اللامعة ذات الأسلوب المميز بين الفعالية والفخامة – تماماً مثل أسلوبه في الأزياء.
مسرح أرماني تيترو، ميلانو
تتخذ علامة أرماني من هذا المكان مقراً رئيسياً لها، والذي كان في السابق مقراً لمصنع نستله، وهو يستضيف عروض أزياء وفعاليات وحفلات. وقد أوكل تنفيذ هذا المشروع، الذي تبلغ مساحته 3400 مترٍ مربع ويتألّف في معظمه من الخرسانة والماء والإضاءة، إلى المعماري الياباني الذي علم نفسه بنفسه تاداو أندو، والذي يعرف بابتكاراته التي تتبع نهجاً تقليلياً. ويقدم الديكور الداخلي لهذا البناء، وهو من الطراز القاسي، عرضاً مذهلاً وتبسيطياً من الألواح الزجاجية المنزلقة والحواجز المنحنية، كما اقتُطِعت أجزاء من السقف المُقنطر لتكشف عن هيكل البناء الفولاذي الأساسي، وبذلك يتم الاحتفاء باللون المفضل لأرماني وهو الرمادي من خلال هذا المسرح.
متجر علامة إيه. بي. سي.، لوس أنجليس
مع وجود 63 متجراً لعلامة علامة إيه. بي. سي. في أرجاء العالم، يصرُّ مؤسسها والمدير الإبداعي لها، جان تويتو، أن تشكل منافذه للبيع بالتجزئة امتداداً لتصاميمه. يقول: “عندما يرغب الزبائن بشراء قطعة ما من متجر للأزياء، فإنهم لا يرغبون بالأزياء فحسب بل أيضاً بالمناظر والديكورات المحيطة بما يودون شراءه”. وقد ضمن تحقيق هذا التوافق شراكة امتدت على مدار 18 عاماً مع المعماري لوران دورو، الذي صمم جميع متاجر علامة إيه. بي. سي. حول العالم. وبالنسبة لدورو، فإن الحفاظ على موضوع العلامة الذي يدور حول البساطة ومذهب التقليلية أمرٌ حاسمٌ. وتتميز المتاجر فائقة الجمال بمخططات متناسقة ومساحات منفصلة ولكنها متطابقة لمجموعات الأزياء النسائية والرجالية. ويفضل المعماري الفرنسي الخشب الطبيعي فاتح اللون، والألوان الموحدة، والمساحات جيدة التهوية لعرض الأزياء بوضوحٍ وبساطة. وتتقاطع جماليات واجهات المتاجر وديكوراتها الداخلية مع جماليات الأزياء.
متجر برادا في مقاطعة أوياما، طوكيو
هذا البناء المذهل المؤلف من ستة طوابق رائعة في مقاطعة أوياما عبارة عن هيكل زجاجي أخضر بارز مثبت بشبكة فولاذية تمنحه مظهراً شبيهاً بقرص العسل. بنى هذا المتجر المهندسان المعماريان السويسريان هرتزوغ ودي ميورون بغرض “إعادة صياغة مفهوم ودور التسوق والمتعة والتواصل، لتشجيع تداخل الاستهلاك مع الثقافة”. ويمنحه شكله غير التقليدي خماسي الأوجه أثراً من عالمٍ آخر، ويضم طابقين للبيع بالتجزئة ومساحة للمكاتب ومنطقة خارجية ليستريح فيها العامة من صخب مدينة طوكيو.
متجر لوي ڤويتون في ساحة بلاس فاندوم، باريس
كثيراً ما يُنظر إلى ساحة بلاس فاندوم على أنها من أجمل الأمثلة على البراعة الفنية الفرنسية، وقد تحوَّلت الساحة الآن وعلى نحوٍ ملائمٍ للغاية إلى مقرٍّ لدار لوي ڤويتون. ومع تولي المهندس المعماري المعروف بيتر مارينو عمليات الترميم والتجديد التي دامت أربع سنوات، فقد دمج المتجر بعد انتهاء تلك العمليات منزلين باريسيين متجاورين يعودان للقرن الثامن عشر، وكانا في السابق مقراً لرجال الحاشية والنبلاء والأميرات. وقد ابتكر مارينو ديكوراً داخلياً يمزج بين المتحف والبوتيك البسيط. والتناقض بين الأُبهة الباريسية التقليدية والديكور اللامع الحديث هو ما أراده بالضبط، يقول: “إن التوازن بين الحديث والقديم هو، بالنسبة لي، جلُّ ما تمثِّله باريس”.
والآن اقرؤوا: هكذا يحتفي المصمم خالد الشعفار بالتراث الإماراتي في أحدث أعماله