Follow Vogue Man Arabia

مغني الراب أندرسن .باك يهوى التفاصيل الدقيقة التي لم يعد أحد يهتم بها

تجمع شخصية أندرسن .باك مزيجاً من المتناقضات؛ فهو فنان يولي عناية كبيرة بأدق التفاصيل وأصغرها -أجل، منها هذه النقطة التي يضعها قبل لقبه عامداً، رغم أنها لا تُنطق ولكنها تكفي للتذكير بالأمور الدقيقة التي يهتم بها– وهو يعمل بأريحية مثيرة للدهشة، دون التقيّد بأي حدود يفرضها على نفسه أو على مسيرته الإبداعية التي حقق فيها نجاحاً كبيراً.

ولا تعترف وسائل التعبير عن مواهب هذا الفنان المولود في كاليفورنيا بأي قيود أو حدود، سواء تعاون مع المغني والكاتب الغنائي كيندريك لامار ليساعده في إطلاق ’بلاك بانثر‘، وهي أكثر أغنيات الهيب هوب نجاحاً هذا العام حتى الآن، أم تعاون مع سايمون سيهلار، فنانة الكولاج المغمورة المقيمة في برلين والتي تثري بإبداعاتها تحديثاته على انستقرام، أم حتى تعاون مع مجموعة من أصدقائه أثناء دراسته الثانوية في تدشين مشروع مجتمعي باسم باك هاوس في مسقط رأسه.

ويقول باك في الحوار الذي أجرته معه ڤوغ العربية للرجل أثناء زيارته الأخيرة لدبي: “شيء طبيعي بالنسبة لي أن أتعامل مع جميع الناس، سواء كانوا كتّاباً أم منتجين أم مبدعين آخرين”، ويضيف: “فأنا أحب الناس الذين يكرسون حياتهم لعمل ما، مثل صناعة الأقمشة أو الألوان أو أي شيء آخر. وأنت تستمتع بمشاهدة الناس وهم يعملون في مجال يعتبرونه مثل النفس الذي يستنشقونه. وطبيعي أن يسمحوا لك بكل ترحاب بالانضمام إلى عالمهم. وحين تثق في المهارات الفنية لأحدهم، يمكنك الاستفادة منها”.

مغني الراب آيساب فيرغ يتألق في سلسلة مذكرات الأناقة من جيمي تشو

وتعد كلمات مثل ’التعبير المجرد‘، و’المهارة الفنية‘، و’العمل بلا قيود‘ تعبيرات شائعة على لسان باك. ويبدو أن الرحلة، بالنسبة إليه، يمكن أن تبدأ دون فكرة محددة عن وجهتها. ولعل هذا هو السبب الذي حدا بصحيفة الغارديان في المملكة المتحدة على وصف موسيقاه، في الحوار الذي أجرته معه سنة 2016، بـ’المزيج الدافئ والغامض من أنواع الموسيقى –الفانك، والجاز، والنيويورك هاوس، والريغي، والتراب، والسول في عصر البلاكسبلوتيشن أو الأفلام التي يكون أبطالها من السود وتركز على مجتمعاتهم وعلاقتهم بالبيض، مع لمسات من السايك-روك– وتعتمد على موسيقى الآر آند بي والهيب هوب‘. فهل هذه هي موسيقاه بالضرورة، ’مَن يدري؟!‘، فعندما سردت له هذه الأوصاف، انفجر باك ضاحكاً.

“اِسمع، لا أريد أن أضع أي شيء في قالب معيّن أو أضع له حداً بقول ’هذا ما تتصف به موسيقاي‘. فقد عزفت الموسيقى في الكنيسة، وأنا قادم من عالم موسيقى السود، إذ تنضوي موسيقاي بالتأكيد تحت هذه المظلة. ولكن ما أشعر بأني أقوم به لم أفعله أبداً في الواقع، كما لو كان أحدهم أتى من خلفية موسيقى الهيب هوب ولكنه يعزف إحدى الآلات الموسيقية في حفل أمام الحضور”.

ويعمل باك حالياً على إطلاق ألبومه الموسيقي الثالث، بالتعاون مع أهم مشارك له وهو المنتج كنكسلدج وفرقته ذا فري ناشونالز، وهو الألبوم الذي يطرحه بعد آخر ألبوماته بعنوان ماليبو. ورغم ذلك، تظل إجابة سؤال مَن أسهم برأيه في هذا الشأن سراً دفيناً. وبالطبع، هل دكتور دري وكيندريك وآخرون مستعدون لرد الجميل؟

ويشرح باك: “طالما أقدم أعمالاً جذابة، فسيرغب الناس دائماً أن يكونوا جزءاً منها”، ويضيف: “أصعب شيء هو انتقاء مَن تعمل معهم واختيارهم؛ ومن المهم أن تواصل اختيار أفضل الناس والعلامات التي تتعاون معها، ولا تتوسع في ذلك. تمسك بأولئك الذين شاركوك قليلاً في عملك، ويهتمون بأدق التفاصيل، ويفهمونك”.

أندرسن .باك يغني في مهرجان سول دي إكس بي

ولا تنطبق هذه الصفات بالضرورة على الأسماء الشهيرة فحسب، وهو ما نتبيّنه في تعاونه مع فنانة الغرافيك سايمون سيهلار. فقد التقى بها في ألمانيا خلف كواليس مهرجان سبلاش الموسيقي سنة 2016، وتربطهما علاقة عاطفية ومهنية منذ ذلك الحين. وقد ساعدته على تقديم ما يعدّه كثيرون واحداً من أكثر الحسابات المثيرة للاهتمام في عالم الموسيقى على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن باك، تقول سايمون، التي تبدو شديدة الإيمان بأعماله: “هو واحد من أفضل العملاء الذين تعاملت معهم. والأهم من ذلك كله أن بيننا احتراماً وثقة متبادلة، كما نستمتع بالعمل معاً”. وتضيف: “قضاء وقت ممتع مع الناس والاستمتاع بصحبة كلٍ منا للآخر يعد حافزاً كبيراً وأساساً لابتكار أكثر الأعمال أصالة وصدقاً. ومن السهل والممتع العمل أندرسن لأنه يثق فيّ تماماً. وقد أعجبت به على الفور كإنسان، لذا كان من السهل الاندماج في عالمه”.

وتستخدم سايمون مزيجاً من اللقطات ومحتوى الفيديو في صور الكولاج التي تبتكرها لباك الذي يواصل نشرها على حسابه على انستقرام، ما حوّل تحديثاته على هذا الموقع إلى منفذ إبداعي مستقل، لم يستغله أبداً في الترويج للجوانب الأخرى في مشواره الفني.

ويفسر ذلك قائلاً: “أخذت أفكّر في الوسائل التي يمكنني من خلالها إظهار شخصيتي على مواقع التواصل، والوصول إلى جمهوري ولكن مع الاحتفاظ بشخصيتي. فأنا لست ممن يهوى نشر الأخبار اليومية [التافهة]، وأردت فقط أن أعكس فني”.

أندرسن .باك يغني في مهرجان سول دي إكس بي

وباك -الذي دخل عالم الموسيقى متخذاً اسم بريزي لوفجوي في بداياته، ثم تخلّى عنه بعدما لاقى ألبومه الثاني الذي أنتجه لنفسه تجاهلاً كبيراً- لم يكن يُنظَر إليه دوماً كـ’فنان شامل‘. فقد اكتسب مواهبه الأخرى طبيعياً، أثناء مشواره في عالم الموسيقى.

“عندما غيرت اسمي إلى أندرسن .باك، بدا كل شيء مهماً بالنسبة لي، وأخذت أبذل مجهوداً أكبر في تطوير إمكاناتي. فما أبدو عليه في الظاهر لم يكن أبداً كل ما أملكه، ولكني وجدت نفسي قادراً على توجيه طاقتي نحوه بطريقة لم ألجأ إليها من قبل”.

ومع كل ما تنشغل به من أعمال، ما الذي تخطط للقيام به بعد ذلك؟ يقول: “أتحرق شوقاً دائماً للقيام بعدة أعمال، وعقد صداقات الجميع”.

وهنا ينتهي الحوار مع هذا الفنان المهتم بأدق التفاصيل.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع