مغني الراب آيساب فيرغ المولود في حي هارلم هو أحد ألمع النجوم في سماء عالم الهيب هوب بمدينة نيويورك وعضوٌ منذ فترة طويلة في مجموعة ’آيساب موب‘، وهي منظمة إبداعية تُعرف بنتاجاتها الغزيرة في ميادين الموسيقى والموضة والتصميم والفن.
وقد قضى الشاب متعدد المواهب البالغ من العمر 29 ربيعاً، الذي حمل الاسم دارولد دي براون فيرغوسون جونيور عند ولادته، بعض الوقت في مدرسة الفنون وقام بإطلاق علامة الأزياء الخاصة به قبل أن يتحول إلى غناء الراب.
وغالباً ما تلتقط الكاميرات صوره، بوصفه شخصية دائمة الحضور في الصفوف الأمامية بأسبوع الموضة، وهو يعرض قيمه الجمالية الفاخرة عبر إطلالات الشارع والأزياء الرياضية إلى جانب زميله في مجموعة ’موب‘ المغني آيساب روكي. وقد ابتكر فيرغ، المعروف بحبه للأحذية الرياضية الخفيفة، تصاميمه الخاصة منها التي لاقت رواجاً كبيراً، ويواصل إضافة موديلات جديدة إلى مجموعته الضخمة من أحذية السنيكرز الفريدة.
وفي الوقت الحالي، هو أول رجلٍ يظهر في سلسلة مذكرات الأناقة من صانع الأحذية المعروف جيمي تشو. وبينما يتحدث باستفاضة عن جذوره في حي هارلم والصلة التي تربط بين الأزياء والهيب هوب، ينطلق بنا فيرغ في رحلة شخصية للغاية لاستكشاف جوهر الأناقة والنجاح، وكذلك قوة الأحذية الرياضية وقدرتها على تغيير قواعد المظهر الجميل.
نشأت في بيئة تأثرت على نطاق واسع بعالم الأزياء حيث كان والدك يمتلك بوتيكاً – إلى أي مدى أثَّرت أعماله في أناقتك خلال سنوات عمرك الأولى؟
الكثير من أعمال والدي أثرت مبكراً على أسلوبي في الأناقة، وتستمر في التأثير حتى الآن، لأنه كان أول شخصٍ أعرفه يمتلك بوتيكاً. لقد كان أول شخصٍ أعرفه ينتج خط أزياء خاصاً به عبر صنع شاشات حريرية وتصاميم غرافيكية على التيشيرتات – وكان لديه عمال في مصنع ينتج ملابسه.
ما الذي كانت تعنيه دنيا الأزياء وعالم الأناقة لك عندما كنت أصغر سناً؟
الأزياء والأناقة يعنيان أن تكون فريداً، أن تكون أول من يمتلك حذاء جوردانز أو أي حذاء سنيكرز جديد أو نادر، أن تكون أول من يتبع صيحةً ما ويقوم بتغيير قواعد اللعبة. لقد أردت دوماً أن أظهر بحلّة جديدة حينما أذهب إلى المدرسة فألفت أنظار الجميع. أردت أن يقول المعلمون لي: ’’يا رجل.. أنت تنتعل حذاءً جديداً اليوم‘‘.
درست الفنون كما أطلقت خطيّ أزياء ومجوهرات خاصين بك عندما كنت أصغر سناً – إلى أي مدى تشعر بأن الأزياء والفن يختلفان عن تعبيرك الفني كموسيقيّ؟
الأزياء والفن فتحا أفقَ العالم أمامي بعض الشيء؛ فمن خلال الأزياء والفن كنت قادراً على التواصل مع جميع الناس من مختلف نواحي الحياة. قد تضع موسيقى الراب الإنسانَ أحياناً ضمن تصنيفات عامة وغير دقيقة، فمثلاً يصبح من الصعب عليك التواصل مع الناس خارج إطار مجتمع الهيب هوب عندما تصبح ضمنه، إلا أنَّ عالم الأزياء ودنيا الفن غير محدودين بزمنٍ معين، فهما يسمحان لي بالتفكير بانفتاح أكبر، ويساعداني على دفع ثقافة الهيب هوب نحو الأمام.
لطالما كان عالما الأزياء والموسيقى متداخلتن مع بعضهما البعض، إلا أنَّ اعتناق عالم الأزياء الراقية لثقافة الراب ظاهرة جديدة نسبياً. ولطالما فتنت موسيقى الراب علامات الأزياء وأصبحت رمزاً للنجاح – تُرى، ما سبب وجود ذاك الترابط بينهما برأيك؟
لا أعتقد أنه أمرٌ حصل مؤخراً. أعتقد أنَّ مغنِّيي الراب كانوا على الدوام معجبين بعالم الأزياء وكذلك كان المصممون مهتمين دوماً بالفنانين، فقد كانت دوناتيلا ڤيرساتشي تخرج مع ليل كيم وتصنع قطع أزيائها، في حين كتب جياني ڤيرساتشي رسائل إلى توباك في السجن عبَّر فيها عن رغبته في إلباسه عندما يخرج من السجن – وقد حضر عرض ڤيرساتشي مع خطيبته كيدادا جونز. ولطالما كان مغنّيو الراب مهتمين بعالم الأزياء، حتى عندما نفكر بمغنِّيي الراب الأوائل الذين ارتدوا ملابس تشبه أزياء نجوم الروك، فقد استعملوا الملابس للتعبير عن أنفسهم. وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في كشف العلاقة بين الأزياء ومغنِّي الراب ليس إلا.
ما شعورك الشخصي تجاه صناعة الأزياء الراقية؟ وهل تستمتع بعروض الأزياء والعروض الصاخبة بصفة عامة؟
عروض الأزياء رائعة، عادةً ما أحبُّ الموسيقى التي تريح النفس، وبطريقة ما تلهمني ابتكار الموسيقى وإبداع نغمات مختلفة.
ما المصادر التي تأثَّر بها أسلوبك في الأناقة؟
المصادر التي تأثر بها أسلوبي في الأناقة هي: ديفيد بوي، وميسي إليوت، وأزياء باستا رايم في فيديوهاته الموسيقية، ولوداكريس، ومرحلة أواخر التسعينيات، وبدايات القرن الحادي والعشرين، وديدي، وفيلم بيلي. لقد سمعت كانييه يقول إنه لا يريد أن يرتدي ملابس مثل الناس العاديين – الناس الذين يسيرون في الشارع، بل أراد ارتداء أزياء استعراضية. وأشبِّه نفسي بذاك لأنني عندما أرتدي الملابس أفعل ذلك كما لو كنت ألعب دوراً في فيلم. رالف لورين قال أيضاً إنه يلجأ إلى الأفلام ويرغب في ارتداء ملابس مثل ملابس جيمس دين أو الممثلين في الأفلام المفضلة لديه. بالنسبة لي، كنت ألجأ إلى الفنانين المفضلين لديَّ في الفيديوهات الموسيقية.
كيف تصف أسلوبك الشخصي في الأناقة؟
أسلوبي الشخصي في الأناقة خيالي ومتقلب وثريٌّ بالألوان، وأعشق الألوان الأساسية.
ما القواعد الأساسية لأزيائك الشخصية؟
القاعدة الأساسية أنَّ كل شيء يجب أن يكون عملياً. لا أستطيع ارتداء أي شيء ليس مريحاً ويجب أن يبدو كلَّ شيءٍ سحرياً.
شغفك بالأحذية الرياضية الخفيفة لا حدود له – ما الشيء المميز الذي يعني لك الكثير فيها؟
الحصول على حذاءٍ جديدٍ كان حافزاً يمنحني النشاط. عندما كنت في المدرسة الكاثوليكية كان علينا ارتداء بذلات موحَّدة، لذا الفرصة الوحيدة لأظهر فيها أناقتي كانت أيام الخميس في النادي الرياضي، وكنت أنتعل حذائي الرياضي الخفيف الجديد كل أسبوع. الأحذية الرياضية الخفيفة كانت على الدوام قطعاً أساسية، ولا تزال تعكس بريق إطلالتك الجديدة. والآن تأتي بتصاميم وأشكال وألوان جديدة، وتصبح أفضل مع تطور التكنولوجيا.
كم عدد الأحذية الرياضية الخفيفة التي تمتلكها؟
لدي الكثير من الموديلات ولم أعد أذكر عددها.
هل هناك فرقٌ بين إطلالتك أثناء العمل وخارجه – كيف تبدِّل بين أحذيتك؟
ليس هنالك أيُّ فرق، فليس لدي يوم عطلة. أنا آيساب فيرغ طوال اليوم وعلى مدار الأسبوع.
هل هناك زيٌّ ما لن ترتديه أبداً – أو أي شيء يتعلق بالأناقة من أيام شبابك تشمئز منه الآن؟
لقد كرهت قصة الشعر ’فيد‘ ذات الخطوط. لن أقوم بقصِّ شعري بتلك الطريقة مجدداً أو أتركه يطول مطلقاً. لقد كان ذلك خطأً فادحاً.
ما الإطلالات المفضلة لديك من جلسة التصوير مع جيمي تشو؟
الإطلالة المفضلة لدي كانت بذلة التوكسيدو لأنها كانت راقية، وأحببت أيضاً الصورة مع الكلب أمام فندق البلازا وأنا أرتدي المعطف الكبير والتانك توب والبنطلون الجلدي، فقد بدا الأمر مثل ’’هود ريتش‘‘ (أسلوب حياة يقوم على التبذير والإسراف)، وقد شعرت وكأنه شيء نشأت على رؤيته خلال حقبة الباد بوي، هذا الأمريكي من أصلٍ أفريقي الناجح في فندق البلازا – فتى المجتمع الراقي ينزل إلى وسط المدينة ويهيمن عليها.
كيف قمت بتنسيق الإطلالات لجعلها تبدو مرتبطة بشخصيتك فعلياً؟
نسَّقتها مع قطعي الشخصية. وكانت نظرتي العنصرَ الأكثر أهمية.
أنت صوتٌ مناصرٌ لحي هارلم ومجتمعه – ما الذي يجعله مكاناً مميزاً بالنسبة لك؟
روح حي هارلم مميزة تماماً مثل الأشخاص الذين يأتون منه. إنه مكانٌ فريد، لأن الناس الأشد فقراً يمكن أن يتحلوا بطاقةٍ ثرية. أرواحنا مرحة ونتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الثقة.
أجريت جلسة التصوير في جناح غراند بنتهاوس الفخم أعلى فندق البلازا، وهو أحد أشهر الفنادق في المدينة – بوصفك أحد أبناء نيويورك، ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
يبدو الأمر كما لو أنَّ فتى من الطبقة الراقية ينزل إلى وسط المدينة ويثير ضجة. لقد كانت لحظة هتفت فيها بلسان الحال: ’’لقد وصلت‘‘.
ما هي المواقع الثلاثة المفضلة لديك في المدينة، ولماذا؟
أولاً صالة لويس السينمائية لأن مقاعدها مريحة، وثانياً شارع المئة وخمسة وعشرين – أحبُّ المرور بجانب مسرح أبوللو. وأخيراً سأقول شارع سوهو، لأنه أحد أوائل الأماكن التي شاهدت فيها الكثير من فتيان الموضة والفن يتسكعون فيه. يوجد مجتمعٌ رائعٌ هناك.
هل تشعر أنَّ نشأتك في حي هارلم أثَّرت في أسلوب أناقتك الشخصي؟ كيف ذلك؟
حي هارلم يؤثر بكل تأكيد في أسلوب أناقتي الشخصي. فهو أمرٌ مغروسٌ بي. الطريقة التي انتعل فيها الناس أحذيتهم، أربطة الأحذية المحلولة، قبعات الدو راغز، نوع قصة الشعر التي يفضلونها عليها…
مستوى التعاون الإبداعي بين أعضاء مجموعة ’آيساب موب‘ مذهل – كيف يختلف العمل مع شركائك في تلك المجموعة عن العمل بمفردك؟
العمل مع مجموعة ’موب ‘ يقترن بإحساس مختلف، حيث يوجد أناسٌ كثر في الاستوديو بأجواء تشبه الحفلة. عندما أعمل بمفردي أكون حبيس أفكاري، أحياناً أدعو الأصدقاء لزيارتي لأخرج من دائرة أفكاري وأتوقف عن الإفراط بالتفكير.
باعتقادك ما الشيء الفريد الذي تقدمه مجموعة ’آيساب موب‘ للعلامات؟
تجمع ’آيساب موب‘ مجموعة من الأفراد المهتمين بالثقافة وأسلوب الحياة. نحبُّ أن نتأنق. الكثير من مغنيي الراب لا يعرفون كيف يرتدون الملابس ونحن نريهم كيف يفعلون ذلك.
فيما يخصُّ الطموحات ما أهدافك الأساسية وكيف تودّ أن ترى مسيرتك المهنية تزداد ثراءً؟
أحد أهدافي الأساسية هي نشر الموسيقى الخاصة بي حول العالم. أودُّ أن أنخرط أكثر في الكتابة، والغناء لفنانين آخرين، والمشاركة في أعمال سنيمائية، وإنتاج الفيديوهات، وكذلك المشاركة في أعمال تلفزيونية والكثير من الأمور الأخرى.
عشرة أفلام لا تُفوِّتوا مشاهدتها خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي 2017.