Follow Vogue Man Arabia

ما هي أول دولة عربية ستشهد انتشار السيارات الكهربائية على أراضيها؟

 السيارة بورشه ميشين إي

السيارة بورشه ميشين إي

تتنافس الدول العربية فيما بينها خلال 2018 للفوز بلقب أول دولة عربية تتبنى تكنولوجيا السيارات الكهربائية على نطاق واسع.. فهل سيثير ذلك حماسنا لاستخدام تلك السيارات؟

استضافت كلٌ من دولة الإمارات وسلطنة عُمان هذا العام الجولة التي نظمتها ’غلوبال إيڤرت‘ (كلمة ’إيڤرت‘ مؤلفة من الأحرف الأولى لعبارة ’رحلة السيارات الكهربائية على الطرقات‘ بالإنجليزية) وكرستها حصرياً للسيارات الكهربائية، سواء تلك المعروضة للبيع أو المزمع طرحها في أسواق المنطقة قريباً. وقطعت هذه الجولة مسافة 2000 كيلومتر خلال زيارتها لجميع الإمارات السبع إلى جانب مدينتيّ مسقط وصُحار في عُمان دون أن تتزود المركبات المشاركة بقطرة بنزين واحدة، فقط بالشحن الكهربائي المتاح في الأماكن العامة على الطرقات. وشهد هذا الحدث، الذي استمر على مدار تسعة أيام، افتتاح 18 محطة لشحن السيارات الكهربائية رسمياً أمام الجمهور على طول الطريق.

موضوع متصل: مكلارين سينا.. أسطورة خارقة تمثّل أحدث ما توصلت إليه شركة السيارات البريطانية

وقال بن بولن، المدير العام لدى غلوبال إيڤرت: “سوق المركبات الكهربائية تطورت تطوراً ملحوظاً خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وخصوصاً في الإمارات”. ومع تنامي رغبة دول المنطقة في تبنّي مصادر بديلة للوقود، تعمل كل من الأردن والسعودية على تحفيز سائقي السيارات على التحوّل إلى استخدام السيارات الكهربائية في غضون السنوات الخمس المقبلة. وتتصدر الأردن، منذ سنوات عديدة، طليعة الدول التي تبحث عن مصادر بديلة للوقود، وكانت أول دولة في المنطقة تقرر منح حوافز لاستخدام المركبات الهجينة على المستويين الخاص والعام. كما أنها أول دولة على مستوى المنطقة أنشأت محطات شحن للسيارات الكهربائية، بما في ذلك أجهزة الشحن السريعة بالتيار الكهربائي المستمر التي أنتجتها شركة إيه بي بي ضمن أكثر من 5000 وحدة طرحتها عالمياً في 50 دولة. وقد شاركت سيارة شيڤروليه بولت إي ڤي، المقرر طرحها قريباً، في جولة غلوبال إيڤرت التي هيمنت سيارات تسلا على أسطولها، وعبرت الجولة مناطق متنوعة من صحراء أبوظبي إلى جبال عُمان والشريط الساحلي للإمارات الشمالية.

يقول بولن: “من الرائع أن نرى حكومات وصناعات أخرى في المنطقة، مثل عُمان، لديها روئ مستقبلية سبّاقة، وتعمل بالفعل على تطوير المدن الذكية، وتضع خططاً لاستخدام المركبات الكهربائية في المستقبل القريب”.

شيڤروليه بولت إي ڤي

شيڤروليه بولت إي ڤي

قُدتُ سيارة شيڤروليه بولت إي ڤي خلال الأيام الأخيرة للجولة، من الفجيرة إلى دبي عبر رأس الخيمة، صعدتُ خلالها 1934 متراً إلى قمة جبل جيس، وهو أعلى جبل في الإمارات. ولم أقد شيڤروليه بولت إي ڤي وفي ذهني أنها موفرة للطاقة، ولكني قدتها مثلما أقود أي سيارة أخرى صغيرة، فحافظت على سرعتها وفقاً للسيولة المرورية، وأدرت المكيِّف، واصطحبت معي ثلاثة ركاب بأمتعتهم. وبعيداً عن الهدوء الذي تتسم به السيارة، فإن أكبر فرق بينها وبين السيارات العادية يكمن في عزم الدوران. وقد سارت السيارة على الجبل ربما أفضل من السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود – ولم أكن في حاجة إلى تهدئة سرعتها لأجتاز المسافة، ولم أقم سوى بتثبيت قدمي على دوّاسة الوقود فانطلقت السيارة بسرعتها الاعتيادية. غادرتُ الفندق بينما يعرض مؤشر المسافة التي يمكن قطعها 325 كيلومتراً، ووصلت إلى قمة الجبل وقت الغداء ومؤشر المسافة المتبقية يعرض 147 كيلومتراً. وولّدت السيارة طاقة إضافية بالاتجاه إلى أسفل الجبل، فأتاحت لي قطع مسافة 157 كيلومتراً لأعود إلى الفندق في نهاية اليوم، وعندما وصلت هناك تبقت في السيارة طاقة أخرى تكفي لقطع مسافة 104 كيلومترات. وبعد إعادة شحنها في المساء، قُدنا السيارة لثلاث ساعات للتوجه إلى المدينة المستدامة في دبي وتبقت طاقة تكفي لقطع 150 كيلومتراً. ويقول بولن: “بهذا أثبتنا أنه يمكنك القيادة لمسافات طويلة بسيارة كهربائية دون أن تقدم تنازلات. فهذه السيارات تستطيع القيام برحلات إلى الفجيرة في عطلات نهاية الأسبوع والعودة إلى أبوظبي للعمل خلال أيام الأسبوع”. ويضيف غاري ويست، مدير العمليات النشطة في المناطق الحضرية لدى شركة جنرال موتورز العالمية: “الطلب على المركبات الكهربائية يزداد عالمياً كل عام، ومنطقة الشرق الأوسط تتمتع بمكانة جيدة تؤهلها لتكون سوقاً ضخمة للسيارات منخفضة الانبعاثات الكربونية. ونحن فخورون بطرح شيڤروليه بولت إي ڤي في المنطقة، والتي نعلم جميعاً أنها ستكون بمثابة العمود الفقري لأسطول المركبات الكهربائية”.

موضوع متصل: جناح الدرجة الأولى الجديد في طيران الإمارات مستوحىً من سيارات مرسيدس الفئة إس

ووفقاً لتقرير أجرته مؤخراً شركة ديلويت الشرق الأوسط بطلب من المركز السعودي لكفاءة الطاقة، سترتفع أعداد السيارات المستخدمة على الطرقات لتصل إلى 1.5 مليار سيارة في أنحاء العالم بحلول عام 2050، مقارنةً بعددها الذي بلغ 750 مليون سيارة عام 2010. وكشف التقرير أنه بعقد مقارنة بين سيارة صغيرة بمحرك ذي أربع إسطوانات وتتميز بكفاءتها في استهلاك الوقود –مثل سيارة فورد فوكاس في هذه الحالة– مع سيارة كهربائية بنفس هذا الحجم، فإنها ستوفر لقائدها خلال سنة واحدة 141 دولاراً أمريكياً من تكاليف الوقود. وكشف التقرير أيضاً أنه في سنة 2014 تم بيع نحو 830 ألف سيارة خاصة وتجارية في السعودية. وبناءً على هذا الرقم، تتوقع ديلويت أنه لو بلغت حصة المركبات الكهربائية التي يتم بيعها في المملكة 5٪ من حجم سوق السيارات بدءاً من سنة 2015 إلى 2022، فإنها ستوفر 47 مليون دولار أمريكي من تكاليف الوقود. أما إذا بلغت هذه الحصة 25٪ من أعداد السيارت المباعة في السعودية، فإن ذلك سيوفر 236 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى تقليص مليار طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على مدى سبع سنوات.

شيڤروليه بولت إي ڤي

شيڤروليه بولت إي ڤي

ورغم ذلك، لن يكون إقناع قائدي المركبات بالتحول نحو استخدام المركبات الكهربائية بالمهمة اليسيرة في بلد تظل تكلفة الوقود فيه ضمن الأقل على مستوى العالم – إلا إذا قدمت الحكومة حزمة من الحوافز، وهو الإجراء الذي تسعى الإمارات بنشاط إلى تنفيذه. لذا أطلقت وزارة الطاقة برنامجاً العام الماضي لحث سائقي المركبات في الإمارات على شراء السيارات الكهربائية قدمت عبره قروضاً ميسرة، وخفضت رسوم تأمين السيارات وتسجيلها، كما عرضتها بأسعار جذابة للمشترين.

وفي هذا الصدد، صرح معالي وزير الطاقة الإماراتي، المهندس سهيل بن محمد فرج المزروعي: “نعمل على وضع خارطة طريق لتسريع خفض انبعاثات الكربون بنسبة 15٪ بحلول عام 2020″، مضيفاً أن 20٪ من أهداف الخطط تستهدف استخدام المركبات الكهربائية ضمن أسطول المركبات الحكومية. وقال: “إنها أخبار سارة للمستهلكين لأننا نتعاون مع البنوك، ومعارض بيع السيارات، وشركات التأمين لتثقيف مشتريي السيارات الكهربائية وتعريفهم بفوائد هذا التحول من أجل سلامة البيئة”.

موضوع متصل: سيارة فيراري 488 بيستا الجديدة.. سيارة تفوق جميع توقعاتك

ومؤخراً، احتلت الإمارات المرتبة الثامنة في تصنيف الدول الأكثر استعداداً لاستيعاب المركبات ذاتية القيادة، وفقاً للاستبيان الذي أجرته شركة الخدمات المهنية كي بي إم جي على مستوى العالم وشمل 20 دولة. ووضع تصنيفُ مؤشر كي بي إم جي لقياس جاهزية استيعاب الدول للمركبات ذاتية القيادة دولةَ الإمارات في مركز متقدم على كوريا الجنوبية ونيوزيلندا بعدما قيّمت إمكانات كل دولة على استيعاب هذه المركبات وفقاً لأربع ركائز تمثلت في السياسات، والتشريعات، والتكنولوجيا، والابتكار. وصرح راڤي سوري، الرئيس العالمي لقسم تمويل البنية التحتية لدى كي بي إم جي لووار غلف، قائلاً: “إن رغبة الإمارات في التفوق في مجال الابتكار التكنولوجي سيضمن لها أن تكون في صدارة الدول التي تستخدم النقل الذاتي في المناطق الحضرية”، وأضاف: “سوف تضمن نتائج التطبيق الناجح لتسيير المركبات ذاتية القيادة احتفاظ الإمارات بمكانتها الرائدة في مجال النقل الذاتي”. وتؤمن منظمات وهيئات عديدة بأن الشرق الأوسط ستكون في طليعة المناطق التي تستخدم الطاقة المتجددة، حتى إن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة اختارت أبوظبي لتكون مركزاً لمقرها العالمي. ويتوقع المسؤولون في مجال صناعة المركبات ذاتية القيادة أن يتم إطلاق مئة نوع من السيارات الكهربائية والهجينة خلال العامين المقبلين، وسيبلغ عدد السيارات التي تسير بالاعتماد على الطاقة الكهربائية فقط نصف هذا العدد، وستتيح جميع أنواعها السير لمسافة 400 كيلومتر أو أكثر في كل مرة يتم فيها شحن السيارة. 

 نيسان ليف – صورة توضح طريقة شحن السيارة

نيسان ليف – صورة توضح طريقة شحن السيارة

وتقدر شركة نيسان أيضاً قدرة المنطقة على استيعاب المركبات الكهربائية، لذا ستطلق جميع إنتاجها من سيارات نيسان ليف الكهربائية في الشرق الأوسط في وقت لاحق هذا العام. ويشير الرئيس والمدير التنفيذي لنيسان، هيروتو سايكاوا، إلى أن ليف تمثل التوجه الجديد لشركة نيسان ويقول: “نؤمن بأننا على مشارف مستقبل المركبات الكهربائية وأن التحول لن يتخذ وقتاً طويلاً. وكثير من الناس سيستخدمون السيارات الكهربائية بحلول عام 2019. ومن سنة 2020 حتى 2025، سيتبع ذلك تحول كبير من استخدام محرك الاحتراق الداخلي إلى المحرك الكهربائي، وإذا حدث ذلك، ستتضاعف التجربة لأنه عاجلاً أم آجلاً لن تكون هذه السيارات حكراً على فئة بعينها”.

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد ربيع وصيف 2018 من ڤوغ العربية للرجل).

بقلم داميين ريد

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع