أمين بن درويش/انستقرام
رغم أن المصمم أمين بن درويش أجاب بقوله: “لا أحب إطلاق الأوصاف”، رداً على سؤالي إياه بتعريف أسلوبه الخاص، إلا أننا يمكننا نعت إطلالته الفريدة بصفات مثل ملونة، ومنوّعة، ولامبالية. ويظهر على صفحته الرائعة في انستقرام، في صوره المنشورة الواحدة تلو الأخرى، بشارب معقود، وقد التُقطت جميعاً لتظهِرَه كبطل لأحد العصور المغربية الخيالية الخاصة به وحده.
وثمة صور لبن درويش في فندق المأمونية الشهير بمراكش، يرتدي أزياء تضاهي بألوانها البلاط الهندسي والأشكال المعدنية والخشبية التي تتراقص على الأعمدة وتُزين الأبواب. وهنالك صور أخرى له يبدو فيها منتعلاً نعال البابوش في المطار، أو يرتدي نسخته الخاصة من بنطلون الـ”حريم” – وباللون الوردي! وهو يتجاهل في أكثر ما يقوم بتصميمه نوعَ الجنس، ولكن يمكن اعتبار هذه التصاميم من قبيل المصادفة أزياءً مناسبة للجنسين. ويعترف بأن منهجه في التصميم الذي يستهدف الجميع يتأجج برغبته في ارتداء جميع ما يصنعه، بدلاً من التركيز على فكرة التسويق.
أمين بن درويش/انستقرام
وقد بدأ بن درويش، الذي وُلد في مراكش (حيث يقيم الآن)، تصميم الأزياء لأول مرة بهدف اجتذاب الفتيات. ويروي: “كنت مفلساً في طفولتي ولم يكن بوسعي دعوة الفتيات للخروج معي”. ولإثارة إعجابهن، كان يهديهن رسومات مجموعاته التي يصممها بالطلب: “كنت أنظر إلى قوامهن، وألوان شعورهن، وأنواع الموسيقى التي يستمعن إليها، وأصمم لهن الأزياء”. وسرعان ما شرع بن درويش في تصميم أزيائه الخاصة، مدفوعاً، في جانب منها، برغبته في إثارة إعجاب الفتيات ولكنها كانت في أغلب الأحيان بسبب خزانة ملابسه المحدودة (التي كان يشتريها له والداه). ويقول: “كان والداي يشتريان لي الملابس في بداية العام الدراسي والسترة الدينية لارتدائها في شهر رمضان؛ ولم يسمحا لي بالاختيار”.
أمين بن درويش/انستقرام
ومنذ إطلاق خطّه عام 2008، انضم بن درويش إلى الموجة الجديدة من المفكرين والمبدعين المغاربة، بانتمائه إلى دائرة الفنان والمصور الفوتوغرافي حسن حجاج – الذي التقط صوراً له في أكثر من مناسبة (وقد ترك نشاطُه الذي استمر لمدة قصيرة في برلين –التي تتميز بتقبلها لأي أسلوب حياة– أثراً بالغاً عليه، ولكنه يُطلق على نفسه بمرح اسم Berberliner الذي يجمع بين مدينة برلين التي يحبها والجذور الأمازيغية التي ينحدر منها). ورغم أن بن درويش يبدو متأثراً في أعماقه بجذوره المغربية، وهو ما يجعل أسلوبه في تصميم الأزياء الشامل للجنسين أكثر تميزاً، إلا أن هذا الأسلوب أثار بالتأكيد دهشة أصحاب الذوق التقليدي، ومنهم والدته.
أمين بن درويش/انستقرام
ولكن، كما يوضح بن درويش، هناك سابقة تاريخية في ارتداء الأزياء المناسبة للجنسين. يقول: “ثمة قصة ذكرتها كتب السُنة عن رجل وزوجته كانا من الفقر بحيث لم يمتلكا سوى قطعة واحدة من الملابس. وكان الرجل إذا ذهب إلى المسجد، تظل زوجته في بيتها لأنها لا تجد ما ترتديه حتى يعود. وكانت ترتدي نفس ملابسه بعد عودته إلى البيت. ولم يكن ما يرتديانه مهماً. فلِمَ أصبح مهماً اليوم؟”.
ورغم أن أسلوب بن درويش العجيب لا يلائم الجميع بالطبع، إلا أنه من الجميل أن نعرف أنه متاح لكل إنسان. وعن ذلك يقول: “أضع تصاميمي للعالم أجمع. وللأرواح الطلقة التي ترى العالم باعتباره عالماً واحداً”.
والآن اقرؤوا: هكذا يحتفي المصمم خالد الشعفار بالتراث الإماراتي في أحدث أعماله
نُشر للمرة الأولى على Vogue.com
