Follow Vogue Man Arabia

يتولّى إدارة تعاونات بوما.. لماذا أصبح ياسين سعيدي أكثر الشخصيات تأثيراً على ساحة إطلالات الشارع؟

ياسين سعيدي

من مشاركة ريهانا في ابتكار التصاميم إلى مساعدة علامة بوما في اتخاذ مسار جديد لها، هكذا أصبح ياسين سعيدي واحداً من أكثر الشخصيات تأثيراً على ساحة الأناقة وإطلالات الشارع.

رغم أنه يشغل إحدى تلك الوظائف التي لم يكن لها وجود على أرض الواقع حتى وقت قريب، أصبح ياسين سعيدي من أهم الموظفين في شركته حالياً. ويرأس سعيدي قسم تحديد الخيارات، والذي يتولّى إدارة علاقات التعاون التي تجريها بوما مع غيرها من الشركات والشخصيات، ويساهم أيضاً في تشكيل الجانب الجمالي للعلامة من الألف إلى الياء. وهو يشارك في التعاون مع نجوم الغناء مثل ذا ويكند، وريهانا، وبيغ شون. ويقول سعيدي لــڤوغ العربية للرجل إن بوما تحولت منذ فترة من شركة لإنتاج الملابس الرياضية إلى نشاط أكبر من ذلك بكثير. ويوضح: “أصبحنا نعمل الآن في صناعة الموضة. وإذا نظرت إلى الشركات الثلاث الكبرى –أديداس، ونايكي، وبوما– تجد أن أهم شيء بالنسبة لنا جميعاً هو العمل على الابتكار ومساعدة الرياضيين على تحقيق أفضل أداء. ويجب أن تكون مخلصاً لنشاطك، ولكن هذا مجرد جانب واحد فقط. فقد جعلنا التوسّع والانتقال من مجال الرياضة إلى إنتاج إطلالات الشارع نغير أسلوب عملنا. ولأن الرياضة أسلوب حياة وأسلوب الحياة رياضة – أصبح هذان العالمان متوافقين الآن”. وفي هذا الصدد، يُقال إن أديداس نجحت نجاحاً كبيراً في أسلوب الحياة، فيما يُنظَر إلى نايكي دائماً كملكة متوجة على عرش الملابس الرياضية، ولكن بوما تمكنت من أن تجد لها موطأ قدم في كلا المجالين.

يقول سعيدي: “كنا نعمل أولاً في الموضة. وهو جزء من هويتنا. ونعمل في جميع تصاميمنا عبر منظوريّ الأناقة والموضة”. ويمثل ذلك تحولاً كبيراً عما كانت عليه الشركة في نشاطها. “هذا الحذاء يجب أن يعمل بكفاءة… ولكن يجب أيضاً أن تتمكن من انتعاله مع الجينز”.

موضوع متصل: دليلك الأساسي للأناقة خلال الصيف

ذا ويكند، بوما

ويواصل حديثه قائلاً: “المستهلكون هم مَنْ يقررون كيف تُستخدَم المنتجات، ونحن نرى كيف يتصرف المستهلك حيالها ويتفاعل معها. أحياناً نبتكر حاجات جديدة – مثل تعاوننا مع ريهانا”.

ويبدو أن بوما تحقق النجاح في هذا التحول إلى الموضة وأسلوب الحياة. بل ونجحت فيه إلى حد بعيد، في واقع الامر، حتى إنه لمن المحزن ولكنه أيضاً من دواعي الفخر أن تجد نسخاً مقلدة من منتجات العلامة في آسيا. وهو أمر يُسعد سعيدي، على النقيض من رؤسائه. ويقول ضاحكاً: “آه، هذا رائع!”، مضيفاً: “ذلك يعني أننا نصنع أشياء يريدها الناس. فلا أحد يصنع نسخاً مقلدة لأشياء لا يرغب أحد في شرائها. من الواضح أنها مشكلة قانونية، ولكن الشخص الذي يشتري حذاء خفيفاً مزيفاً بعشرين دولاراً أمريكياً لن يشتري الحذاء الأصلي أبداً بـ160 دولاراً”. ومثل هذا الأسلوب في التفكير هو ما يجعل أفراداً مثل سعيدي لا غنى عنهم في المؤسسات الكبرى، بفضل قدرتهم على النظر إلى العلامة ككيان يعمل أكثر في الإبداع والابتكار –أكثر من كونها مجرد مؤسسة تجارية- فضلاً عن نظرتهم المختلفة إلى الأمور. وحالياً يزداد الخلط وعدم الوضوح بين ما يقوم به من نشاط وما تبتكره علامات الأزياء الراقية، مع حقيقة أن جميع العلامات أصبح لديها الآن تشكيلتها الخاصة من الأحذية الرياضية.

ريهانا، بوما

ويوضح سعيدي: “إذا كانت علامات الأزياء تصنع الأحذية الرياضية ذلك يعني أنها مطلوبة. وأنا لا أنافس أحذية غوتشي الرياضية لأن أسعارنا مختلفة تماماً عنها، ولكن في الوقت ذاته، فإن الشخص الذي يشتري حذاء غوتشي الرياضي سيكون لديه على الأرجح أحذية بوما، ونايكي، وأديداس – إنها فقط توسع حجم السوق ونطاقه.

وتعتبر جميع علامات الأزياء الرياضية التقليدية حالياً جزءاً من عالم الموضة، وجميع ما تقدمه يتماشى مع الطلب الحديث على التنوع. “اعتاد الناس الذهاب إلى أعمالهم منتعلين أحذية بنية اللون، ولكن سوق الأحذية البنية في طريقها إلى الزوال. وحين تنظر إلى بوما في بدايات تعاونها مع شخصيات مثل ألكسندر مكوين، تجد أننا كنا نصنع أحذية شبه رسمية، ولكننا الآن لا نصنع سوى الأحذية الرياضية. رغم أن الخامات التي نستخدمها مصممة لتوفير الراحة وتحسين كفاءة الأداء”.

موضوع متصل: أطعمة الشرق الأوسط تهيمن على مدينة لندن

ومن هنا يأتي دور الشراكة في التصميم. “اليوم، إذا ابتكرت تصميماً رائعاً لحذاء ما وليس لديك قصة تتعلق به، فلن يحقق نجاحاً، حتى إن كان أفضل حذاء على الإطلاق. إطلالات الشارع، والموسيقى، والموضة، والشخصيات النافعة للعلامة، وتلك النافذة على مواقع التواصل… وأي عرض لا يتم تفعيله عبر المسوقين من الشخصيات النافذة أو النافعة للعلامة أو حركات ثقافة إطلالات الشارع من المرجح أن يفشل”. وحين يتحدث سعيدي عن الشخصيات النافذة هنا، فلا يعني بذلك أولئك الأشخاص المثيرين للريبة الذين ليس لديهم سوى بضعة آلاف من المتابعين. إنه يشير إلى الأسماء الكبرى بمعنى الكلمة التي لديها قدرة حقيقية على الوصول إلى الناس مثل، كارا ديليڤين التي تحظى بـ41.1 مليون متابع على انستقرام. لذا عندما تعاونت معها بوما، كانت هناك حملة إعلانية قائمة تم بالفعل التجهيز لها. إلى جانب أنها تبدو رائعة في هذه البناطيل. ورغم ذلك، يتعاون سعيدي غالباً مع الموسيقيين، لأنهم بمثابة الجسر الواصل بين الموضة، وأسلوب الحياة، والرياضة. ويوضح قائلاً: “الموسيقى هي القاطرة الثقافية الأكثر قوة. وسواء كنت أستقل سيارة تاكسي في نيويورك أم ساو باولو أم طوكيو، فأنا أسمع أغاني ذا ويكند وريهانا. لأنها عالمية”.

ولكن ماذا يعني ذلك لسفراء العلامة، مثل العدّاء يوسين بولت؟ هل ولّى زمانهم الآن؟ أومأ سعيدي برأسه قائلاً: “أظن ذلك”. وأضاف: “يوسين بولت شخصية رائعة وقد استفادت منه العلامة، ولكنه رياضي في مضمار السباقات والملاعب، وليس في مجال كرة السلة أو التزلج”.

وإليكم أمر قد يجعلكم تشعرون بكبر أعماركم. يقول سعيدي: “الفتيان والفتيات في سن الـ17 عاماً هم هدف العلامة دائماً، لأن الشباب في هذا العمر هم الأكثر تأثيراً”. وريهانا ليست في السابعة عشرة من عمرها، ولكنها حين تصمم، تفكر في تركيبة سكانية معينة ومَنْ سيرتديها. ورغم ذلك ثمة خبر سار، لقد أصبحت الفجوة بين ما قد يرتديه شاب في السابعة عشرة من عمره وما يرتديه شخص ضعف هذا العمر تتقلص. يوضح سعيدي: “أنا في الثامنة والثلاثين من عمري وأشعر أنني صغير السن جداً. ولم يعد العمر مهماً على الإطلاق – أرى أناس في الخمسين من العمر ويبدون أكثر شباباً وحيوية. والفئة العمرية ليست موضوع حديثنا اليوم”. ومع هذا الأسلوب الذي يعتمده سعيدي في تشكيل الصناعة، يتزايد الطلب على المنتجات. “كنت معتاداً على انتعال زوجين من الأحذية فقط، ولكن أصبح الجميع الآن يمتلك خمسة منها ويتبادلون ارتداءها. لذا يتوسع السوق”.

موضوع متصل: تعرفوا إلى أربعة من أكثر الرجال أناقة في الإمارات

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد ربيع وصيف 2018 من مجلة ڤوغ العربية للرجل. بقلم مات بومروى.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع