في بداية السبعينيات، قدَّمت علامة رالف لورين ما أسمته بالقميص الرياضي قصير الأكمام ذي الياقة، وبمرور الوقت تحولت تلك القطعة إلى إحدى أيقونات الألبسة الرجالية.
وهذا لا يعني أن علامة رالف لورين هي مَن ابتكرت قميص البولو، ولكن الإطلالة الأنيقة التي تثير في الأذهان صورةَ الشاب الثري رفيع الثقافة المتأنق، والتي ساعدت العلامةُ في ابتكارها، قد ارتبطت بها. وبالتأكيد، يتمتع هذا القميص بسمعة مبهمة بعض الشيء، ويعود سبب ذلك في الغالب إلى ارتباطه بصورة ’’الحمقى الأثرياء‘‘ في الأفلام وخلال الثمانينيات. إلا أنَّ النموذج الأمريكي الطموح -أو ما يُعرف بإطلالة نيو إنغلاند، أو أياً كان الاسم الذي ترغب في إطلاقه عليه- يمثّل إلى حدٍّ بعيد إطلالةً أمريكية بحكم الواقع الآن، وهي إطلالة ملائمة للغاية في هذه المنطقة.
وهذا القميص أنيقٌ بما يكفي لترتديه عند تناول وجبة البرانش، كما أنه مناسبٌ للأجواء الحارة. ويبدو كذلك رائعاً مع بنطلون التشينو أو الجينز أو حتى الشورت، وهو في الوقت ذاته بسيط ومسترخٍ بدرجة كافية بحيث لا يبدو أنك تبذل معه جهداً كبيراً للظهور بمظهرٍ أنيق. وتذكر أنه لا شيء يمكن أن يسيء لأسلوبك في الأناقة أكثر من المبالغة الواضحة فيها، ولهذا السبب بالذات يصعب جداً تنسيق منديل الجيب على صدر سترة البذلة الرسمية – فهناك خطٌّ رفيعٌ يفصل بين الأناقة غير المبالية وأن تظهر مثل المهرج الذي يقوم بتنفيذ الخدع أمام الأطفال.
وبالطبع علامة رالف لورين ليست الوحيدة التي تنتج مثل تلك القمصان، فهناك قميص سنسبل الذي تألق به النجم دانيال كريغ في فيلم كازينو رويال، وهو رائعٌ حقاً إلا أنه من إنتاج علامة حديثة وليست معروفة إلى حدٍّ كبير. كما أن علامة لاكوست تقوم بصنع قمصان مذهلة ولكنها في معظم الأوقات تبدو رياضية جداً وغير ملائمة لبعض المناسبات الاجتماعية.
أحذية أوليڤر سويني مثالية للحياة اليومية وللعملاء السريين أيضاً
كما تشتهر علامة فريد بيري بقمصان البولو التي تنتجها، والتي تأتي ثرية بإرث ثقافة المود البريطانية عوضاً عن أسلوب البريبي (الفتى المهندم) الأمريكي ولا تقلُّ عنه أناقةً – ولكن يؤسفنا أن نعلمك أنها تبهت بشدة بفعل أشعة الشمس؛ ثق بنا، فقد رأينا عدداً لا بأس به من قمصان فريد بيري تفقد رونقها وتبلى تحت أشعة شمس الشرق الأوسط بينما كانت معلقة لتجفَّ على أحبال نشر الغسيل، لذا إما أن تشتريها باللون الأبيض فقط أو تضطر إلى تركها تجفُّ في الداخل.
ومع ذلك فإنَّ قميص البولو من رالف لورين قطعة أساسية أيقونية ولا غنى للرجل عن امتلاكه في خزانته.