ليس هناك شيء أقوى من علاقة الأب بابنه، وهو ما يبرهن عليه تحديدًا موضوع غلاف هذا الشهر. ولكن بِمَ ستشعر لو اضطررت للاجتهاد في العمل أضعافًا مضاعفة كي تخرج من عباءة والدك إذا كان من ألمع النجوم، وتبدأ مسيرتك المهنية الخاصة؟
كان هذا من أكثر الموضوعات الشيّقة التي ناقشها نجما غلافنا، وهما أيقونة الموسيقى اللبنانية راغب علامة وابنه لؤي الذي من المنتظر أن يغدو نجم عروض الأزياء المقبل في العالم العربي. إننا معشر الأبناء، وأنا هنا أتحدث عن تجربتي الشخصية، ليس من السهل علينا دائمًا تلبية توقعات آبائنا؛ فقبل أن نولد، يرجوا آباؤنا ويحلمون بأن نرث نفس مواهبهم وشغفهم. ووالدي يحب لعبة الرغبى ويعمل في مجال الطيران، أما أنا فأحب التمارين الرياضية، وأُعَدُّ أسوأ إنسان على وجه الأرض إدراكًا للاتجاهات بحيث لا أستطيع بالتأكيد التحليق بالطائرة من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) دون أن أضل الطريق. ومن الطبيعي أن تسير الأمور على ما يرام كلما كبرنا ونجحنا على طريقتنا، ولكن قد يصعب التعامل مع هذه التغييرات.
إن العلاقات بين الناس تُعدّ أمرًا شاقًا بالفعل، وخاصةً في ظل الظروف التي نشهدها اليوم والتي تختلط فيها الحياة المادية بالرقمية اختلاطًا كبيرًا. وحين سمعتُ عن برنامج يتيح للإنسان تصميم صديقة له بالذكاء الاصطناعي ولقائها، أبهرتني الفكرة، وطلبتُ فورًا كتابة موضوع عن هذه الظاهرة. وعليه، في صفحة 112، صمم الصحفي مارك لوماس شخصية “أڤاتار” بحسب مواصفاته المفضّلة في عالم الواقع، وبرع في رسم شخصية محبوبته الرقمية. ولم تدم هذه الأجواء الرومانسية طويلاً، ولكنها وُثِّقَت ببراعة في مقال بعنوان “أنا، ونفسي، والذكاء الاصطناعي” (هناك أيضًا فيديو لسجل يوميات يجب ألّا تفوتكم مشاهدته على موقعنا الإلكتروني). وأرجو ألا تستاء مني زوجة مارك من جراء كل هذا – فكل ذلك تم باسم الصحافة الهادفة.
ومن أروع الأمور في تحرير هذه المطبوعة هو إتاحة الفرصة لاجتماع الشخصيات من أصحاب الإنجازات المذهلة الذين يسهمون في رفع سقف التوقعات وإبراز الرجال الموهوبين في هذه المنطقة من العالم. وعلى هذا النحو، تلتقون في هذا العدد لاعبي كرة قدم من الشرق الأوسط ممن حققوا نجاحًا باهرًا في الدوريات العالمية الرئيسية، كما تلتقون ممثلاً جزائريًا أثار ضجة في فرنسا، وكذلك أحد أفراد العائلة المالكة في قطر، والذي تعهّد باكتشاف المبدعين العرب وعرض مواهبهم في الولايات المتحدة. وفي فترة عدم الاستقرار التي نعيشها جميعًا في المنطقة، لا شيء أفضل من الفخر بما لدينا لنقدمه –لأنفسنا وللعالم– والتلويح بعَلَم مكتوب عليه “صُنِعَ في العالم العربي“.