من الموسيقى إلى السينما، ومن الفن إلى العمارة، تزخر السعودية حاليًا بكثير من الأسماء المثيرة للاهتمام. واحتفاءً بالعدد الضخم من المواهب بالسعودية، يسلّط أحدثُ عدد من ڤوغ العربية للرجل الضوءَ على نجوم عالم الموسيقى الجُدد ومن بينهم الدي جي مالكين ، والأخوان حسن وعباس غزاوي مؤسِّسَا “دشداش”، ومغني الراب السعودي السوداني دافن شي، ونجما غلاف هذا العدد، مغني الراب الشهير سكيني، ونجم موسيقى البوب السعودي الصاعد مشعل تمر.
قبل اعتلائهما خشبة المسرح في شهر فبراير الماضي بمهرجان “حي ڤوغ” -الحدث الضخم الذي أقامته ڤوغ العربية لأول مرة في السعودية على مدار يومين وحضره 2100 شخص- لم يكن نجما الغلاف بعيدين عن عالم الأضواء. ورغم إنجازاتهما المذهلة، فقد استهلّا للتو رحلتهما للهيمنة على العالم.
ويعزو سامي حامد، المولود لأب سعودي وأم أمريكية (المعروف في عالم الراب باسم سكيني، ويعود أحد أسباب تسميته بهذا الاسم إلى نحافة جسمه) موسيقاه إلى نشأته ونمط حياته بين ثقافتين. ويوضح نجم الراب: “هذا كل شيء؛ وهذا أنا. يمكنكم بالتأكيد سماع كيف أسهم انتمائي لثقافتين في تشكيل موسيقاي. وهدفي هو إحداث صدام بين العالمين موسيقيًا بما يلائم الذوق العام”. وسواء في أغنياته، مثل “تمام” أو “الحمد لله” أو Pass Out، فإن الكلمات وإيقاعات الطبلة العربية تعكس فخر سكيني بثقافته الخليجية، حتى وهو يغني بأسلوب الراب. وهذا الشهر، يكشف سكيني أيضًا لــڤوغ العربية للرجل عن خططه المستقبلية – والتي قد تخالف توقعاتكم. ويعترف: “لدينا كثيرٌ من الخطط في الطريق [إليكم]، بالطبع موسيقى جديدة، ولقطات بصرية جديدة، وخطّي للأزياء، كما أنني في الواقع أيضًا سأدخل مجال المأكولات والمطاعم لأنني أحب الطعام”.
وعلى النقيض من كلمات سكيني المفعمة بالقوة، يجد عشّاق الموسيقى سلواهم مع مشعل تمر الذي يتميّز بسحر يخطف الأنظار من الوهلة الأولى، ويزداد وهجًا وألقًا بقائمة أغانيه. وبفضل هذه الأغاني التي بلغت أعلى القوائم الموسيقية، مثل “سوبرمان” و”واللهِ”، يخطو الفنان على درب النجاح بثقة وثبات، مجتذبًا جمهورًا وفيًّا من المتابعين، ليس في المنطقة فحسب، بل وحول العالم. بيد أن جذوره لا تزال راسخةً في تراب وطنه. ويقول الفنان الشاب: “أنا مرتبط أكثر بالسعودية لأنني ولدتُ ونشأتُ هنا”، ويضيف: “وهذا أنا. أعلمُ أنني أبدو مختلفًا للوهلة الأولى، ولكن السعودية في الحقيقة تزخر بطائفة متنوعة من الناس من جميع الأشكال والأحجام والألوان. وأفخرُ للغاية بتسليطي الضوء على جمالها وتنوعها كلما أمكنني ذلك”. ولكن شيئًا واحدًا علّمته إياه أسفاره وجولاته، ألا وهو الجمال الذي يكمن في الاتحاد. ويكشف في لقائه مع ڤوغ العربية للرجل: “تعلُمت من الأماكن التي رأيتها والناس الذين التقيتهم أن التشابه بيننا أكثر بكثير من اختلافاتنا”، ويضيف: “فنحن جميعًا بشر لدينا مشاعر وقصص. وبعضها يتخطّى الخلفيات، وتلك هي المشاعر والقصص التي أسعى لتجسيدها في أعمالي”.
ومن الموسيقى إلى عالم الموضة، حيث يستكشف عدد ربيع وصيف 2024 من ڤوغ العربية للرجل عصرًا جديدًا تمامًا للأناقة في موضوعه عن الصيحات التي تسود فيها القَصَّات الجريئة والبدلات المميّزة. وللتعمّق أكثر في هذا الموضوع، يرافق المصممُ السعودي يوسف أكبر القرّاءَ في جولة بين عناصر أناقته الأساسية؛ وبأسلوب أكثر مرحًا يستعرض عبد العزيز وعبد الله بكر، التوأمان الجذّابان اللذان يقدمان قناة “سعودي ريبورتزر” على “يوتيوب”، أزياء أحدث المجموعات الرجالية لربيع وصيف 2024 بلمسة جديدة.
ولأن الطريق إلى أروع محطات عالم الموضة قد يقود المرء إلى أي مكان، فقد طارت ڤوغ العربية للرجل هذا الموسم من المملكة لتحطّ رحالها في الشرق الأقصى، وتحديدًا في هونغ كونغ، لحضور عرض مجموعة “لويس ڤويتون” الرجالية لما قبل خريف 2024 الذي كان العرض الأول للدار من عدة أوجه: فقد كانت المرة الأولى التي تقيم فيها الدار عرضًا في هونغ كونغ، وأول عرض أزياء رجالي لها لما قبل الخريف، وأول مجموعة لما قبل الموسم لفاريل ويليامز الذي التحق بالدار في فبراير 2023 في منصب المدير الإبداعي للأزياء الرجالية. وقد دعا هذا العرضُ، الذي دار موضوعه حول عالم البحار، الجمهورَ لركوب الأمواج من هاواي إلى هونغ كونغ، حيث صوّر ويليامز قدرة السفر على تعزيز التواصل من خلال الأزياء.
وفي عالم “ديور”، أعاد كيم جونز إحياء التويد، القماش الأساسي لدار الأزياء. ويقول جونز عن خط “ديور” للأزياء الرجالية لربيع وصيف 2024 الذي نقّب في أرشيفات الدار بحثًا عن مصدر إلهام له: “كان التويد حاضرًا منذ بداية ’ديور‘. وأردتُ التنقل بين مختلف العصور بمناسبة مرور خمس سنوات لي في الدار. وكان التويد في الحقيقة هو ما يربط بين كثير منها – لقد كان بمنزلة الخيط المشترك طوال الوقت”. وفي “سان لوران”، بثّ أنتوني ڤاكاريللو حياةً جديدةً في تصميم “لو سموكينغ” المميّز. يوضح قائلاً: “كل شيء يبدأ من الكتف”، ويضيف: “أريد حقًا الاحتفاء بـ’لو سموكينغ‘ وأن أقول: ’حسنًا، هذه هي دار بدلات التوكسيدو. وإذا أردت واحدة، فعليك الذهاب إلى ’سان لوران‘”.
وبالعودة إلى المنطقة، ينطلق بنا أحدث عدد من ڤوغ العربية للرجل في رحلة إلى شريط ذكريات دومينيك نويل بارنز، الرجل الذي يعود إليه الفضل في تأسيس أكبر علامة مصدِّرة للأزياء في الخليج، “ذا جڤنج موڤمنت”. وعن مشروعه المتنامي الذي يتخذ من دولة الإمارات مقرًا له. وقد نمت “ذا جڤنج موڤمنت” بوتيرة مذهلة، من شركة يعمل بها أربعة موظفين عند افتتاحها إلى نحو 600 موظف اليوم، ولكن تظل الاستدامة والتأثير الواعي في صميم اهتمامات العلامة. وركزت الشركة جهودها الخيرية مؤخرًا على الحرب في غزة، وتبرعت لحملة “تراحم من أجل غزة” عبر “دبي العطاء”، المؤسسة المستفيدة الأخرى من “ذا جڤنج موڤمنت”. ويعلق نويل بارنز قائلاً: “نتحدث عن الوضع، ونبيّن دعمنا للمدنيين الأبرياء، ونطلع المستهلكين عليه. وقد لقي هذا الأمر صدىً حقيقيًا لديهم”.
وندعوكم في فقرتنا التالية إلى عالم صناعة الساعات الآسر حيث تتجاوز القطع المصنوعة بشكل متقن مجرد كونها آلات قياس الزمن إلى أكثر من ذلك بكثير. ويسلط دليل ڤوغ العربية للرجل للساعات الضوء على قطع جديرة بأن تكون من بين مقتنيات جامعي الساعات والتي تتحدّى التقاليد وتأسر أذواق هواة جمع الساعات الشباب. بدءًا من ساعات “رولكس” المزدانة بتفاصيل من الرموز التعبيرية، إلى ساعات “ريتشارد ميل” الجديرة بالاقتناء المخضبة بألوان الحلوى وموانئها المرحة المزيّنة بأشكال تحاكي الأشكال الإلكترونية المرسومة بوحدات “البكسل”، نساعدكم على انتقاء الخيار المثالي من بين أكثر عجائب عالم صناعة الساعات رواجًا.
وبعد مرور 30 عامًا على افتتاح مطعمه الذي يحمل اسمه، يجلس الشيف نوبو ماتسوهيسا -أحد أيقونات عالم الطهي- للحديث مع ڤوغ العربية للرجل عن إرثه، والحب الذي لقيه في الشرق الأوسط، وخططه للتوسّع، وافتتاح مواقع جديدة في السعودية ومصر والإمارات. يقول: “نقدّر الثقافة المحلية، ولكن من المهم الالتزام برؤيتنا الأصلية”، ويضيف: “إن كل فندق ومشروع سكني مستوحى من تجربة المطعم. وهو ما يجعلنا متسقين وخارج المنافسة”. ومثال آخر على الطعام الذي يجمع بين المجتمعات: فريق The Bearded Bakers الذي يعود إليه الفضل في مخابز “كنافة” المحبوبة في أستراليا. وعن هذا المخبز الذي ابتكره الأخوان الفلسطينيان أمير وجوي العيسى، يقول أمير: “أسسنا مخبز ’كنافة‘ لإبراز ثقافتنا وتراثنا بطريقة لم تحدث من قبل”، ويضيف: “وقد صار أيضًا قوة تدفعنا لنبيّن للناس أن هناك فلسطينيين حول العالم يصنعون أشياء رائعة”. كما أن جماليات علامتهما -بلحيتيهما المهندمتين ببراعة- قد أفسحت المجال أمام إحداث تأثير اجتماعي أوسع نطاقًا. فمن المعروف في وسائل الإعلام الغربية أن صورة الرجل العربي ذي اللحية تضع افتراضات غير منصفة ومتحيزة. يقول أمير موضحًا: “أردنا أن نغيّر هذه العقلية، وأن نجعلها [يقصد اللحية] تبدو جذابة وجميلة بعض الشيء”. ويردف: “أصبحت فكرة الرجال المهذبين الذين يتمتعون بحسن المظهر والشخصيات المميّزة ممن يتبنون قيمًا أسرية قوية شيئًا أكبر مما توقعنا في البداية”.
ويوجّه عدد ربيع وصيف 2024 من ڤوغ العربية للرجل عدساته نحو دبي، وتحديدًا مراكز العافية العديدة التي تهيمن على الإمارة. وتسير المدينة بخطى ثابتة، وإن كانت بطيئة، نحو التوسّع من كونها عاصمة للحياة الليلية إلى ملاذ للعافية الشاملة التي يقع الرجال في صميم اهتماماتها. وتصرح فاطمة أسد بختياري، مؤسِّسَة منصة العافية “نيانا”، قائلةً: “دخل الفرد في دبي مرتفع. وإذا نظرتم إلى تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات، ستجدون أنه علينا أولاً الاهتمام باحتياجاتنا الأساسية – الطعام والأمان والمأوى والانتماء، وما إلى ذلك. وعلى قمة الهرم، تأتي الحاجة إلى تحقيق الذات. وما أن يشبع الناس احتياجاتهم الأساسية، فإنهم يباشرون البحث خارج نطاق ذلك، ومن ثَم يُقْدِمون على مجال العافية في مراحل مختلفة”. استرشدوا برغدان حسن مرشد التأمّل والمعالِج بالطاقة، وشادي إنباشي وإيدا غونغور مؤسِّسَي “سيڤا إكسبرينس”، وجوليان خوري من مركز حمّام الثلج Breasy DXB، وبيجي كناني الذي يقدم مجموعة من جلسات تمارين التنفس – والذين يسعون جميعهم نحو تحقيق هدف واحد مشترك ألا وهو: إضفاء السكينة والبهجة على أسلوب الحياة سريع الوتيرة في دبي.
Finally, we meet Her Excellency Hind Al Otaiba, who is celebrating two notable achievements this year: Al Otaiba, the first woman to be appointed to the position of UAE Ambassador to France and Monaco, was recently awarded the Zayed II Medal, First Class, for her exceptional work leading the embassy. Al Otaiba commented on this honor, saying: “The distinguished relationship between the United Arab Emirates and France is a source of pride, and I am honored to contribute to its continued strengthening in all aspects.” This spring, Her Excellency the Ambassador will also publish a book entitled “Maglione – Building Bridges Through Diplomacy,” in the foreword of which she writes: “It was natural to build multicultural gatherings of thinkers and industry leaders to foster dialogue on the key topics that form the basis of the bilateral relationship between the UAE and France.” . The book, printed in French, Arabic, and English, provides a brief overview of the historical relations between the Emirates and France, and covers five topics: diplomacy and economics, women, heritage and culture, coexistence, and sustainability.