أطلق الشيخ حمدان بن زايد ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية التي تشمل استزراع أكثر من مليون مستعمرة من الشعاب المرجانية!
أكد سمو الشيخ حمدان أهمية هذا المشروع في دعم الجهود التي تبذلها الهيئة للحفاظ على الشعاب المرجانية التي تعتبر من أهم الموائل البحرية إنتاجياً، فهي تدعم التنوع البيولوجي في مدينة أبوظبي، وتوفر موئلاً طبيعياً لأنواع عديدة من الكائنات البحرية، فضلاً عن دورها بحماية الشواطئ وكما تعتبر رافداً لدعم المخزون السمكي. وتتزامن عملية الإطلاق مع اليوم العالمي للمحيطات الذي يصادف الثامن من يونيو.
وصرح سمو الشيخ حمدان: “على الرغم من الظروف البيئية الصعبة التي تعيش فيها الشعاب المرجانية في منطقة الخليج العربي وفي العالم إلا أنها قادرة على الازدهار وتوفير موائل لمجموعة متنوعة من الأنواع البحرية في المنطقة فهي تتمتع بمرونة عالية مكّنتها من التكيّف مع أعلى درجات الحرارة على مستوى العالم بشكل غير اعتيادي ما ميزها عن بقية أنواع الشعاب المرجانية الأخرى في العالم”.
من جانبه قال معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة محمد بن أحمد البواردي: ” تحتوي إمارة أبوظبي وحدها على 34 نوعا مختلفا من أنواع المرجان الصلب منتشرة في عدة مناطق بما فيها منطقة رأس غناضة وبوطينة، والسعديات والنوف، ومن خلال تنفيذ هذا البرنامج سيتم تطوير حضانات للمرجان تسهم في الحد من التأثير السلبي للضغوط الطبيعية التي تتعرض لها الشعاب المرجانية الناتجة عن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، بالإضافة إلى ذلك فهي تؤدي إلى زيادة الرقعة المرجانية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة للمحافظة على القيمة التراثية والاقتصادية والعلمية الكبيرة التي تتمتع بها الشعاب المرجانية”.
وأضافت رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لهيئة البيئة: “إن أهم تحد يواجه الشعاب المرجانية هو ارتفاع درجة حرارة المياه، الذي يزيد الإجهاد الحراري للشعاب المرجانية والذي ينتج منه ظاهرة «ابيضاض المرجان». مشيرة إلى أنه في عام 2017 فقدت إمارة أبوظبي أكثر من 73% من الشعاب المرجانية بسبب ظاهرة التبييض، كما فقد العالم معظم الشعاب المرجانية، بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا والذي فقد أكثر من 50% من مساحة الشعاب المرجانية”.
وأشارت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة: “أن البرنامج يهدف إلى الحد من التأثيرات السلبية التي تتعرض لها الشعاب المرجانية بسبب التغير المناخي، فضلاً عن زيادة مساحة الشعاب المرجانية في المياه البحرية التابعة للإمارة، والمساعدة على إعادة تأهيل المناطق المتأثرة بفعل التغير المناخي والنشاطات البشرية، وإجراء الأبحاث والدراسات لمعرفة أفضل أنواع المرجان وأكثرها تأقلماً”.
تتضمن المرحلة الأولى من المشروع الذي سيتم تنفيذه على مدى ثلاث سنوات، باختيار مواقع نمو حاضنة للمحمية وتقييم منطقة مصدر المرجان وفقا لمعايير جودة المياه ودرجات الحرارة وإنشاء عدد من المشاتل لرعاية ونمو الشعاب المرجانية بسعة تصل إلى مليون مستعمرة. ويأتي المرحلة الثانية حصاد مخزون حضانة الشعاب المرجانية ونقله إلى المواقع لإعادة تأهيله وزراعة القطع في المناطق المتضررة لاستعادة النظام المرجاني. واخيراً سيتم في المرحلة الثالثة عملية الاستكمال والانتهاء من حصاد مخزون الحضانة والترميم للمواقع المتدهورة من خلال زراعة قطع الشعاب المرجانية فيها .
أقرأ أيضاً: أحمد حلمي.. سفيرا إقليميا لمنظمة اليونسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا