Follow Vogue Man Arabia

تامر حسني نجم موسيقى البوب المصري الشهير يبدأ رحلته نحو العالمية

تامر حسني

يسعى أي فنان طيلة مشواره الفني إلى ترك بصماته الخاصة على العالم؛ ويعمل جاهداً كي يُشار إليه كرائد في مجاله، ومبدع لأعمال لم يسبقه إليها أحد من قبل.

وليس كل فنان قادراً على الوصول إلى هذه الذروة السامقة من النجاح. ولكن، تامر حسني ليس مثل أي فنان آخر؛ فهو نجم مصري شهير ومتعدد المواهب، ويواصل إبهار العالم العربي بغنائه، وتمثيله، وتلحينه للأغاني وتأليف كلماتها منذ ظهوره في أوائل العِقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

’’عندما بدأتُ، عاهدت نفسي على ألا أقبل الأعمال متوسطة القيمة ولا أقلد خطوات أي فنان آخر. فأنا أريد أن أظهر بشخصيتي الحقيقية وأن أترك بصمتي الخاصة على هذه الصناعة. وأنا دائماً ما أكون إما مشغولاً بعمل ما أو أسعى لتنفيذ مشروع معين‘‘… بهدوء شديد استهلّ هذا النجم حديثه معي، فيما يستعد للتصوير أمام كاميرات مجلة ڤوغ العربية للرجل في جلسة التصوير التي أجريناها معه في القاهرة. وتامر كفنان غني عن التعريف في المنطقة؛ فمتابعوه الذين يبلغ عددهم 7.5 مليون متابع على موقع انستقرام وعشاقه البالغ عددهم 18 مليون معجب ومعجبة على موقع فيسبوك كفيلون بأن يؤكدوا أن أعين الجمهور لا تحب أن تغفل لحظة عن متابعة نجمهم الأثير. وهو غالباً ما يُشاهد في الأماكن العامة محاطاً بعائلته وأصدقائه فضلاً عن آلاف المعجبين به والمخلصين لفنه.

وقد نال تامر تقديراً عالمياً مؤخراً، عندما دُعي ليترك بصمته، بالمعنى الحرفي للكلمة، أمام واجهة المسرح الصيني الشهير ’تي سي إل‘ في هوليوود. وفي شهر أغسطس هذا العام، أصبح حسني أول مصري وأول فنان عربي ينال هذا الشرف، بعد أن وضع بصمة إسمنتية لقدمه وأصابعه بكل فخر إلى جانب أهم نجوم العالم، أمثال جاك نيكلسون وشون كونري.

ورغم تنامي مكانته العالمية، لا يزال هذا النجم يحتفظ بشخصيته المتواضعة مع حسّ عالٍ للمرح والفكاهة بما يشجع أي شخص للحديث معه ويشعره بالدفء وحرارة اللقاء. ومع اقتراب الشمس من المغيب خلال جلسة التصوير في قصر المنيل التاريخي، بدأ تامر يظهر على سجيته تماماً؛ وتظهر على شفتيه ابتسامة واثقة دون أن يتوقف لحظة عن إلقاء نكتة أو اثنتين كلما بدأ يشعر بالتوتر أو الإرهاق. وبعدما ارتدى بذلة رسمية أنيقة، ألقى حسني نظرة سريعة على نفسه في المرآة قبل أن يذكر أن مظهره في حياته العادية أبعد ما يكون عن هذا المظهر الرسمي الذي يظهر به اليوم. ورغم أن البذلات لها دائماً جاذبية خاصة لدى النجم الشهير، إلا أنه يفضل ارتداء الملابس المريحة على أي شيء آخر.  

تامر حسني

ويقول في ذلك: ’’الملابس ليس لها أهمية كبيرة بالنسبة إليّ‘‘. ويضيف ضاحكاً: ’’ولكن عندما تعجبني قطعة ما، لا أكف عن ارتدائها. وهي أحد الأمور المثيرة للجدل في بيتي. فأحياناً، تشكو زوجتي من كثرة ارتدائي لنفس التيشرت أو الجينز خلال أسبوعين. ولكني أصر على عدم ارتداء أي شيء آخر! وقد لجأت زوجتي ذات مرة إلى إخفاء عدة قطع من ملابسي لتجبرني على ارتداء ملابس أخرى. وقد ظللت أبحث عن تلك القطع حتى وجدتها وبدأت فوراً في ارتدائها مرة أخرى‘‘. ولا يُعد هذا الفنان الشامل بعيداً عن مجال الموضة، فأسلوبه الخاص في ارتداء الملابس يجتذب قاعدة عريضة من الشباب المغرمين بمظهره في جميع أنحاء المنطقة. وبين ومضات كاميرات التصوير المسلّطة على مظهره الجذاب، أسأل النجم الشهير عن مَن يحاولون تقليد طريقة ارتدائه لملابسه في كل شارع، من القاهرة حتى أبوظبي. يصمت بضع ثوان ويأخذه الحنين إلى الماضي البعيد متذكراً أيامه الأولى كظاهرة جديدة في المجال الغنائي في مصر، ويقول: ’’أذكر أنني أمضيت بعض الوقت في تحليل أسلوب أناقة المشاهير في تلك الفترة. أذكر وجوههم الحليقة وقمصانهم المكوية بعناية والتي جعلتهم يبدون كأفراد من كوكب آخر وغرباء عني‘‘.

لم يتمكن من فهم كيف يمكن للشباب أن يربطوا بين هؤلاء النجوم وحياتهم اليومية. لذا اختار لمظهره الخاص شكلاً غير تقليدي أو معتاد في ذلك الوقت. كان حريصاً على الظهور بشخصيته الحقيقية والابتعاد عن الصورة المثالية النمطية التي يقدمها معاصروه. وأصبح ذلك من سماته المميزة، وسرعان ما بدأ الشباب في المنطقة في تقليد مظهره، من القميص غير المزرر إلى شكل شعره الكثيف الذي يصففه بعفوية ويتركه على طبيعته.

وبعدما أصبح حسني من زمرة المعروفين بابتكار اتجاهات الموضة، بدأت العلامات العالمية، مثل نظارات بوليس، تنظر إليه باهتمام. ’’اختارتني علامة بوليس كأول سفير لها في المنطقة. ولما كنت من المعجبين بالعلامة، كانت الحملة الدعائية قريبة جداً إلى قلبي‘‘، ويضيف: ’’اتصلوا بي بعدما لاحظوا أن مظهري أصبح موضة بين شباب المنطقة، وسرعان ما وجدت صوري مرتدياً نظارات بوليس الشمسية تُحملق في وجهي في كل مركز للتسوق في مصر‘‘.

ودون أن تشعر بأي إحساس بالفخر في صوته، يذكر حسني أن صغر عمره وشهرته السريعة خلال فترة قصيرة نسبياً في المجال جعلته هدفاً لسهام النقد، ولا سيما من الذين يظنون أنه لا يحظى بنجاح أو شعبية حقيقية، أو أن حجم شهرته مبالغ فيها. ويضحك النجم مشيراً إلى مدى الترحاب الذي يلقاه من آلاف المعجبين به في أي مطار يهبط فيه في جميع أنحاء العالم.

تامر حسني

’’رد فعل طبيعي لأي شخصي أن يقول لك ’كُف عن المبالغة‘. ولكننا نعيش في عصر رقمي حيث من اليسير إثبات صحة أي شيء أو خطئه‘‘. وإذا ألقينا نظرة على جدول أعماله المزدحم نجده حافلاً بالكثير من الأنشطة الفنية، منها تصوير الموسم الجديد من برنامج المواهب ذا ڤويس كيدز، وإصدار أغنيته الجديدة ’الله شاهد‘، مع المواهب الصغيرة في البرنامج، وبدء جولته الموسيقية حول العالم إلى جانب الدويتو الغنائي الذي يشاركه فيه الغناء النجم الجزائري الحاصل على الجنسية المغربية الشاب خالد. وهنا نلمس مدى حجم النشاط الذي يمارسه هذا النجم والذي يقضي أيامه في عمل دائب لا ينتهي.

فهو إن لم يكن في الاستوديو لتسجيل أغانيه، فحتماً يتواجد على خشبة أحد المسارح ليلاً في الهواء الطلق يغني أمام حشود ضخمة من عشاقه من جميع أنحاء المنطقة. وقد توسعت موهبته لتشمل مجال الأفلام السينمائية أيضاً، فهو يخرج الأفلام ويقوم ببطولتها ويظهر في العديد من البرامج التلفزيونية. وقد امتدت جاذبيته لتتخطى حدود الشرق الأوسط، بعدما نجح في الوصول إلى جمهور المتحدثين باللغة الإنجليزية بفضل اشتراكه في الغناء مع سنوب دوغ، وشاغي.

تامر حسني

وبينما تنتقل كاميرات التصوير من قاعة إلى أخرى أثناء هذه الجلسة المميّزة، لم يكف حسني وزوجته، بسمة بوسيل، عن تبادل أطراف الحديث. وإذا ألقينا نظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، نستطيع أن نلمس مدى قوة العلاقة بينهما. فهي دائماً ما تتواجد بجوار زوجها في أي ظهور عام له، وهو بدوره، يدعم عروض الأزياء التي تقدمها. وقد تعرّف حسني إلى زوجته عندما كان يعمل منتجاً وداعماً للمواهب الشابة أثناء بدايات عمل بوسيل في المجال الغنائي.

ويبتسم بينما يجول بنظره في أرجاء الغرفة بحثاً عن زوجته، وتستكين ملامحه الجادة عندما يتحدث عن دعمه لزوجته وهي تخطو في عالم الموضة. وفي ذلك يقول: ’’كانت دائماً مهتمة بالموضة. وغالباً ما تقوم بتنسيق ملابسي. وفي أول موسم من برنامج ذا ڤويس كيدز، كانت مسؤولة عن خزانة ملابسي ومظهري. وبعد انتهاء تصوير البرنامج، أصبحنا على اقتناع بأنها يجب أن تسعى للعمل في مجال الأزياء‘‘. وقد أضفى تواجد الزوجين المحبين، اللذين رزقا بطفلتين، معاً في جلسة التصوير هذه أجواءً من المتعة بابتساماتهما المحببة، ونظراتهما الدافئة، ودردشاتهما الممتعة. ومع عشقه للمظهر المريح وجاذبيته التلقائية الساحرة وشخصيته الدافئة، من البديهي أن يغدو تامر حسني نجماً بارزاً سواء في عالم الموضة أو الغناء.   

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع