دخلت رها محرّق التاريخَ من أوسع أبوابه باعتبارها أول امرأة سعودية وعربية تتسلّق أعلى قمة جبلية في العالم، ولكن لا تناديها بالسيدة رها – لأنها تقول: ’’أنا امرأة مسترجلة‘‘، وهي تصرّ على ذلك.
وإذا ما وقفت على قمة جبل إيڤرست المغطاة بالثلوج، فلن يدور في خلدك مطلقاً أن في هذا المكان وقفت ’’امرأة عربية جاءت من الصحراء‘‘. ولكن المتسلّقة والمغامِرة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد قامت في الواقع بـ14 رحلة استكشافية، واعتلت جميع قمم جبال العالم السبع، وهي: إيڤرست، وأكونكاغوا، ودينالي، وكليمنغارو، وإلبروس، وفينسون ماسيف، وبونتشاك جايا.
وكان آخر ’’وحش‘‘ واجهته رها هو جبل دينالي في ألاسكا –والذي كان بمثابة ’’شيطانها‘‘- ولكنها مع ذلك نجحت في تسلّقه أخيراً بعد طول انتظار. وتقول في ذلك: ’’كان أصعب شيء قمت به على الإطلاق خلال مسيرتي في تسلق الجبال‘‘.
ولا تكمن صعوبة المعركة التي خاضتها، ووثقت أحداثها عبر فيديوهات نشرتها على حسابها على انستقرام الذي يتابعه أكثر من 26700 متابع، في ارتفاع الجبل الذي يصل إلى 6190 متراً، بل في التحدي الذهني والنفسي؛ فقد عادت رها إلى تسلّق هذا الجبل بعد أن فشلت في تسلّقه منذ عامين.
وتقول: ’’إلى جانب الشجاعة، كان يجب أن أمتلك الإرادة والجنون لأعود من جديد إلى تسلّق هذا الجبل. فلقد أوشك على أن يحطمني منذ سنوات مضت، ولكني لا أتقبل مطلقاً الهزيمة أو الاستسلام‘‘.
وهذه النظرة الإيجابية للحياة وقدرتها على تحدي مخاوفها هو ما يجعل محرّق امرأة جديرة بالإعجاب. وقد أحالت، مصممة الغرافيك السابقة، شغفها بالمغامرات إلى مهنة كاملة. وإلى جانب كونها عضوة في جماعة صغيرة من الرياضيات العربيات والمسلمات، فإن مسمياتها الوظيفة المرموقة تتضمن أيضاً، تسلّق الجبال، ومتحدثة عامة، ومتحدثة تحفيزية وحتى التصميم. وتقول: ’’أصبح التصميم الآن هواية لي‘‘.
وماذا في جعبة رها بعد أن تسلّقت القمة الجبلة الأخيرة؟ تخبرنا رها:’’أود أن أقضي إجازة طويلة للانتهاء من كتابي، الذي يعد أساساً رسالة حب أوجهها لوالديّ وتحية لهما على الجمال الذي يتمتعان به‘‘.
’’وأرغب أيضاً في الذهاب إلى الشاطيء وأكون امرأة تماماً وأشاهد الرجال الجذابين وهم يلعبون الكرة الطائرة‘‘. وقولها هذا دليل على أنها ليست امرأة مسترجلة، بأي حال.
اقرأ الموضوع التالي: ’مستر بورتر‘ يطلق مجموعته الخاصة التي ستنال إعجابك بالتأكيد