Follow Vogue Man Arabia

لم يكن الزيّ العربي التقليدي يوماً أكثر أناقةً وتنوعاً مما هو عليه الآن.. وإليكم الأسباب

من مجموعة توبي لحاتم العقيل

لم يعد هناك تصميم واحد يناسب الجميع، فصناعة الزيّ الناصع والمنسدل بأناقة، المعروف باسم الكندورة أو الثوب أو الدشداشة، أصبحت تشهد في الوقت الحالي مجموعة كبيرة من الاختلافات بالغة الدقة في القَصَّة والتصميم، والتي تختلف من بلد لآخر في منطقة الخليج.

ومن الثوب ذي الياقة العالية والمحبوك على الجسم الذي يفضّله الرجال في السعودية، إلى التصاميم المطرَّزة الشائعة في عُمان، وحتى القَصَّات الفضفاضة والألوان المتعددة لثوب الكندورة الإماراتي، يتمتع كلُّ بلدٍ بأسلوبه الخاص والمميز.

حاتم العقيل المؤسِّس والمدير الإبداعي لعلامة توبي باي حاتم العقيل، وكريستوف بيوفايز المدير الفني المساعد وكبير المصممين في لومار، وهما اثنتان من أشهر دور الأزياء الرجالية التقليدية في السعودية، يلخِّصان لنا الاختلافات في طرق ارتداء الرجال لهذا الزيّ، من الرياض إلى مسقط.

قد يبدو للبعض أنَّ الرجال في الخليج يرتدون ثياباً متشابهة، فهل لك أن تسرد لنا الاختلاف بين الزيَ الذي يفضله الرجال في كلٍّ من السعودية والكويت والإمارات؟

كريستوف بيوفايز: تختلف الكندورة أو الدشداشة أو الثوب من دولة خليجية إلى أخرى، والاختلافات بارزة للغاية؛ فنوع القَصَّة والقماش وأسلوب التفصيل والإكسسوارات جميعها مختلفة وتلعب دوراً كبيراً في هوية كلِّ بلد.

السعودية: الثوب السعودي هو الأكثر التصاقاً بالجسم والأضيق والأكثر تعقيداً من حيث قَصَّته؛ فهو يصنع من نحو 22 قطعة تخاط معاً، كما يعدّ الأكثر تنوعاً من ناحية التصميم. وفي السعودية لا تجد فقط الثوب التقليدي الرسمي، بل أيضاً التصاميم غير الرسمية (الكاجوال) والرياضية وكذلك الأنيقة التي تتوفر بمجموعة واسعة من الألوان والأقمشة المتنوعة. ووفقاً لذوق الزبون، يمكن أن تكون الأقمشة خشنة أو ناعمة أو انسيابية جداً. والياقة عالية (بطول 4 سنتمترات) وتثبَّت بزرين.

الإمارات: يمكن تمييز الكندورة الإماراتية بسهولة، حيث تتميز بفتحة رقبة دائرية دون وجود ياقة بالإضافة إلى وجود حياكة تزيينية بشكل سبعة على الصدر والظهر، وكذلك تتميز بوجود ’شرّابة‘ تتدلّى من حشية الأزرار، أما القماش المستعمل في صناعتها فهو عادةً من البوليستر، وهم يفضلون أن تكون متينة وضخمة وقصَّتها فضفاضة.

قطر: هذه الكندورة قريبة جداً من الثوب السعودي من ناحية الشكل العام وملاءمتها للجسم مع ياقة كبيرة متينة عادةً (بزرين) وكفّة للكُم، ولكن ما يميزها عن غيرها هو الثنيتان الصغيرتان في الظهر اللتان تؤمِّنان نوعاً من السهولة في الحركة.

الكويت: يمكن تمييز الكندورة الكويتية بسهولة بفضل طيّة طويلة تستقر عند منتصفها من الأمام، تماماً أسفل حشية الأزرار، والتي تمنح شيئاً من سهولة الحركة من الأمام أثناء السير. وعادةً ما تكون الياقة أقصر قليلاً من التصميم السعودي أو القطري، وتثبَّت بزرٍ واحد.

عُمان: هذا الثوب شبيهٌ بالكندورة الإماراتية، ويتميز عادةً ببعض التطريزات وفتحة رقبة دون ياقة مع ’شرّابة‘ مثل الشرّابة الإماراتية ولكن أصغر حجماً.

البحرين: هذا على الأرجح التصميم الأبسط مع وجود عناصر مختلفة أقل. الياقة عادةً ما تكون أقصر قليلاً من التصميمين السعودي والقطري، وتُثبَّت بزرٍ واحد.

من مجموعة توبي لحاتم العقيل

كيف تظهر هذه الاختلافات في القَصَّة والتصميم والشكل؟

حاتم العقيل: تمتلك كلُّ منطقة جمالياتها الفريدة الخاصة بها، إلا أنه في الوقت الراهن أصبح الثوب هو الأكثر جرأةً، خصوصاً في جدة، حيث الرجال أكثر انفتاحاً على الياقات المدمجة والقَصَّات المتغيرة. والإماراتيون يغامرون أكثر بألوان الأقمشة، في حين أن السعوديين أكثر جرأةً بالقَصَّات والياقات.

ما الدور الذي يلعبه غطاء الرأس في الأزياء الرجالية التقليدية؟

حاتم العقيل: يلعب ارتداء الغترة أو الشماغ الدورَ ذاته في كلَّ منطقة، وكلٌ منهما يمثل تتمة للإطلالة الرسمية، فهو ما يقابل ربطة العنق في البذلة الرسمية.

كريستوف بيوفايز: غطاء الرأس الأكثر شيوعاً في السعودية والبحرين هو الشماغ المصنوع من قماش الفوال القطني الأبيض مع تطريزات حمراء اللون (أو أحياناً تطريزات بيضاء أيضاً). وعندما لا يكون هناك تطريزات، فقط قماش قطني أبيض بسيط، فعندها يسمَّى غترة ويتم ارتداؤها بشكل أساسي في الإمارات وقطر والكويت.

ويعتمر الرجال أولاً طاقية على رؤوسهم لوضع الشماغ فوقها، ثم بعد ذلك يجري تثبيته بالعقال، وهو حبل أسود ملفوف مصنوع من الصوف يساعد في ثبات الشماغ فوق الرأس.

وهناك كثير من الطرق للفِّ الشماغ بعد الانتهاء من تثبيته بالعقال، وكلٌّ منها يحمل اسماً معيناً مثل ’الكوبرا‘ و’النسر‘، و’بنت البكار‘. وفي عُمان، إما أن يعتمر الرجال طاقية تدعى الكُمة، أو عمامة صوفية ملفوفة تدعى المصرّ وتربط فوق الكُمة.

من مجموعة توبي لحاتم العقيل

 

ظل التصميم العام للكندورة ثابتاً نسبياً. تُرى، ماذا يفعل المصممون لتطوير الأزياء الرجالية التقليدية؟ وما هي الصيحات التي ترغب في رؤيتها رائجة؟

 حاتم العقيل: كانت رسالة علامة توبي دوماً هي تغيير طريقة رؤية الثوب واحتوائه. وإذ ألبست علامتي شخصياتٍ من أمثال سنوب دوغ وكريستيان لوبوتان، فقد كان هدفها دوماً أن تظهر إلى جانب علامات عالمية، وأن ترتدي منها شخصيات عالمية. وتمَّ ارتداء أزياء من علامة توبي خلال أسابيع الموضة في أوروبا وكذلك على السجادة الحمراء في حفل غولدن غلوبس. وكانت رؤيتي دوماً هي أن أظهر أنَّ الثوب يمكن أن يكون أيضاً من الأزياء الراقية.

كريستوف بيوفايز: قبل 15 عاماً، لم يكن هناك خيارات كثيرة، فقد كان الناس يطلبون تفصيل ملابسهم من الخياط المحلي ولم يكن لديهم سوى خيارين أو ثلاثة من الياقات المختلفة وطيّات الأكمام والقليل من الأقمشة. وقد أسَّس لؤي نسيم وزوجته منى الحداد علامة لومار لإضافة لمسة أنيقة إلى الأثواب التقليدية. وكانت أول ’ثورة‘ قام بها لؤي هي إضافة سحَّاب على الوجه الأمامي للثوب لإعطائه إطلالة مسترخية أكثر.

وعلى الرغم من أنه يبدو تغييراً بسيطاً جداً، فقد كانت ردة الفعل كبيرة وسخر كثير من الناس من فكرته، إلا أنه كان يتمتع بدعم العديد من الأصدقاء، وهم أناسٌ من جيله هو وزوجته. ومنذ ذلك الحين، حذا عديد من المصممين السعوديين حذوه، وهم ليسوا خائفين من كسر الحواجز والتفكير أكثر خارج المألوف.

ما هي أفخم كندورة صنعتها على الإطلاق، وما المناسبة التي صنعت لأجلها؟

حاتم العقيل: ثوب التوكسيدو للنجم سنوب دوغ، والذي صُمِّم خصيصاً له وارتداه خلال حفله في دبي وفي الفيديو الموسيقي الذي حمل العنوان Here Comes the King. كما أنني ألبست إيلي مزراحي -بمناسبة مشاركته في حفل غولدن غلوبس- سترة طويلة منمَّقة جداً مع تطريزات مع ثوب.

سنوب ليون – أغنية Here Comes the King مع المغنية أنجيلا هانت

كريستوف بيوفايز: على الأرجح كان أضخم ثوبٍ في العالم أجمعه، وجرى عرضه في فبراير عام 2010 واستغرق العمل عليه شهرين واشترك في صنعه عشرون خيَّاطاً. بلغ طول الثوب 33.9 متراً ووزنه 500 كيلوغرام، ودخل كتاب غينس للأرقام القياسية. وفي وقتٍ لاحق جرى قصُّه إلى أثواب أصغر ليتم التبرع بها إلى الجمعيات الخيرية المحلية.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع