Follow Vogue Man Arabia

الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس يتحدث عن العلاقة القوية بين الإنسان والآلة

في السطور التالية، يناقش عاشقُ السيارات والرئيس التنفيذي الحاد الذكاء لشركة رولز رويس موتور كارز، تورستن مولر أوتڤوس، العلاقةَ القوية التي تجمع بين الإنسان والآلة

الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس موتور كارز، تورستن مولر أوتڤوس. الصورة: Getty

قد تعتقد أنك إذا ما بلغت قمة صناعة السيارات، ستجلس مستريحاً هانئاً وتستمتع بثمار ما حققته خلال رحلتك. ولكن تورستن مولر أوتڤوس ليس من أولئك الرجال. بدا الرئيسُ التنفيذي لشركة رولز رويس، الذي طار إلى دبي لإطلاق سيارة ’بلاك بادج كولينان‘، جذاباً وهادئاً ورابط الجأش، وأشبه تماماً بنجم موسيقى الروك العجوز المزهو بنفسه مايك جاغر، ربما لأنه كان يهوى العزف على آلة غيتار البيس ولا يزال من عشاق فرقة “بينك فلويد”، أو ربما لأنه يعلم تماماً بأنه هو وعلامته يحلقان في عنان السماء.

ومولر أوتڤوس البالغ من العمر 60 عاماً ليس من الرؤساء التنفيذيين القابعين دوماً داخل غرف الاجتماعات لا يبرحونها – بل تجده يصول ويجول في أنحاء العالم للقاء العملاء، ومنحهم نفس الاهتمام الشخصي الذي يحصل عليه كل مشترٍ لسيارة رولز رويس، التي تصنع جميع محتوياتها يدوياً، بدءاً من رسمها على الورق ووصولاً إلى طلائها اللامع بعد اكتمال صنعها. وقد بدأ مولر أوتڤوس رحلته في عالم السيارات منذ طفولته، حين شاهد مصنع “بي إم دبليو” الرئيسي في مدينة ميونخ، مسقط رأسه. ويؤكد: “أنا رجل مولع بالسيارات منذ صباي”.

وبعدما نال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، تقلد مولر أوتڤوس العديد من المناصب في الشركات متعددة الجنسيات –  ولكن ليس من بينها ما يمكنه منافسة “بي إم دبليو”. وقد بدأ شق طريقه بالعمل في ترسيخ الولاء للعلامة التجارية، والتسويق، وإدارة المنتجات، قبل أن يتولى مسؤولية علامة ’ميني‘ للسيارات عام 1999. ولأن أول سيارة امتلكها كانت من طراز “ميني”، فيمكننا قول إنه اضطلع بمسؤولية تجديد هذه العلامة البريطانية العريقة وكأنها مشروعه الخاص. وقد أضاف ابتكارات “بي إم دبليو” إلى هذه السيارة العجيبة، فأحالها إلى أسطورة خلال بداية الألفية. وفي عام 2010، جاءته رولز رويس تطرق بابه.

ويتحدث عن هذه اللحظة قائلاً: “أؤكد لك، هذا الأمر لم يكن مخططاً له. جاءني مديري وقال لي: ’هل يمكن أن تتخيل نفسك رئيساً لسيارات رولز رويس؟‘، وطبعاً أجبته على الفور بنعم، لأنه ليس سؤالاً يمكن أن أتجاهله”. ولم يكن ترأسه لعلامة عريقة فاخرة بالأمر الهيّن. يؤكد: “تخوض مهام هذا المنصب وأنت تشعر بعظيم الاحترام له، وتعلم قيمة التاريخ الذي يحيط بك. ولكني أيضاً جريء بما يكفي لأسعى خلف التغيير. فلست من أولئك الذين يحافظون على الأشياء لمجرد الشعور بأنهم استطاعوا الحفاظ عليها”.

وخلال مدة رئاسته، سعت رولز رويس إلى التوجّه نحو سوق الشباب، وارتفعت مبيعاتها إلى أربعة أضعاف. وبعد أن كان عمر مالك رولز رويس يتجاوز في العادة خمسين عاماً، أصبحنا الآن نشهد إقبالاً من الشباب في عمر الثلاثينيات على اقتناء هذه السيارة. كما تغيّر مصدر ثروات عملاء الشركة، بعد أن كانوا فقط من الذين ورثوا أموالاً من عائلاتهم. يؤكد: “قبل عشر سنوات، ربما كان نحو 30% من عملائنا يملكون أموالاً بالوراثة. أما الآن، فقد أصبحت نسبتهم ضئيلة، ربما 5% فقط. أما الباقي فهم من العصاميين”. ولكن اجتذاب هذه الفئة العمرية الشابة المفعمة بالنشاط إلى اقتناء سيارة تراثية أمر يسهل قوله لا عمله. إلا أن سيارة ’ريث‘ نجحت في ذلك. وعن ذلك يقول مولر أوتڤوس: “فتحت لنا هذه السيارات أبواب مرائب لم نطأها من قبل. إنها سيارة فائقة القوة، وتتميز بسهولة كبيرة في الحركة، ولا تزال تحتفظ بروعتها. ثم جاءت ’دون‘، سيارتنا المكشوفة”. ولكن أكثر خطوة جريئة اتخذها كانت إنتاج السيارة ’بلاك بادج‘ عام 2016 – الجانب الغامض والأكثر أناقة لرولز رويس التي تجتذب هواة السيارات من عشاق المغامرات والخروج عن المألوف. لتأتي بعدها ’كولينان‘، تلك السيارة التي لم يكن أحد ليتصور أن تنتجها رولز رويس، فهي سيارة SUV رياضية متعددة الأغراض.

طراز ’كولينان بلاك بادج‘ من رولز رويس. بإذن من رولز رويس

“جاءنا البعض قائلين: ’ماذا بكم في رولز رويس؟ هل أصابكم الجنون كي تصنعوا سيارة SUV رياضية؟ إن هذا النوع من السيارات لا يتماشى مع علامتكم، ولن يجد رواجاً على الإطلاق‘. ولكن ما حدث خالف كل تلك التوقعات، فقد حققت هذه السيارة رواجاً كبيراً. إن الأمر يستلزم من المرء خوض مثل هذه المغامرات حتى يضمن ألّا يأتي على علامته وقت تذهب فيه أدراج الرياح، وكي يتأكد أنها أيضاً قادرة على التغيير. أعتقد أن المرء بحاجة لأن يذهل جمهوره بما تقدمه علامته من حين لآخر، وإلا لن يلاحظ أحد كيف يتطور”.

وتعرف سيارة ’كولينان بلاك بادج‘ من رولز وريس كيف تذهل عملاءها؛ فهي أجرأ سيارة ظهرت من طراز ’بلاك بادج‘ وأعمقها تعبيراً حتى الآن، ومن المؤكد أنها ستلقى رواجاً كبيراً بالمنطقة. فالشرق الأوسط من أشد المناطق خبرة بسيارات رولز رويس، حيث لا ينجذب العملاء لفخامة تلك السيارات وأدائها منقطع النظير فحسب، بل أيضاً لما تقدمه لهم من خيارات تكاد لا تنتهي، كل بحسب طلبه. وبداية من الخيارات المحدودة (حيث يمكنكم كتابة الحروف الأولى من أسمائكم بخيوط مطرزة على مساند الرأس)، ومروراً بالخيارات المترفة إلى أبعد الحدود (يتم توفير سبعة أطقم من العجلات بحيث يستخدم طقم منها يومياً على مدار الأسبوع)، ووصولاً للكماليات المدمجة (تضمين منظمات الحرارة في باب السيارة، وعلبة مجوهرات في صندوق التابلوه)، فإن الرفاهية لا تعرف أي حدود مع هذه السيارة.

يذكر أن رولز رويس موتور كارز دبي استطاعت أن تنتزع وبجدارة جائزة أفضل وكيل عالمي لسنة 2019 على صعيد السيارات المصممة حسب الطلب. ويعود أحد أسباب الفوز بهذه الجائزة إلى “أن السيارات جاءت رائعة على نحو لا يصدق”، كما ذكر مولر أوتڤوس. ويلعب التراث دوراً مهماً في تحديد العديد من خيارات التجهيز حسب الطلب التي تقدمها السيارة، حيث آثر الرئيس التنفيذي للشركة العودة إلى تاريخ المنطقة واستغلال شهرتها بتجارة اللؤلؤ، وهو ما انعكس على ديكوراتها الداخلية التي جاءت مزدانة بعرق اللؤلؤ. يقول: “لفت انتباهنا أيضاً فن تطعيم الخشب المقترن بعائلات عديدة هنا”، ويضيف: “أحب الخيال الكامن وراء الأفكار وسرد القصص، فلا أحد يرغب في شراء قوالب جاهزة من الرفاهية. وإنما يحتاج الأمر لبث الذوق الشخصي على التصميم”. وبسؤاله عن ما إذا كان قد سبق وتدخل في الخيارات التي تبدو شاذة وغريبة نوعاً ما، أجاب: “أنا لست مفتّشاً على الذوق”، مضيفاً “نحن نبني أحلاماً. وكانت لدينا سيارة ’فانتوم‘ برتقالية مطعّمة بالجلد الأصفر من الداخل، وهو ما قد لا تجده في لندن، ولكن عندما نأتي إلى هنا وننظر إلى هذه الألوان، فسنراها مختلفة تماماً تحت ضوء الشمس، وستبدو لك مثالية الجمال”. لقد نجح مولر أوتڤوس في أن يجعل من رولز رويس أسطورة لا تُضاهى؛ علامة لا تشوبها شائبة وتتمتع بأصالة لا يختلف عليها اثنان. واعلم أنك تظل شخصاً مغموراً ما لم تستخدم سيارة رولز رويس في انتقالاتك، فهي سيارة الملوك والمشاهير. واختتم أوتڤوس حديثه قائلاً: “ستظل رولز رويس محط إعجاب الجميع”، مضيفاً: “ولهذا السبب، فإن الشخصيات التي لا تتمتع بالجرأة الكافية ليست الفئة التي نستهدفها في السوق”.

رمز تحوّل إلى أيقونة:

بإذن من رولز رويس

أصبح تمثال “روح النشوة”، شعار سيارات رولز رويس الذي وُلِدَ من رحم علاقة حب سرية، رمزاً للحرية الشخصية. وكانت الأجيال الأولى من سيارات رولز رويس خالية من أي تمثال يزين غطاءها. وقبل تمثال “روح النشوة”، كان البارون جون مونتاغيو قد عهد إلى صديقه النحّات تشارلز سايكس عام 1909 بمهمة تصميم تمثال صغير يضعه على سيارته من طراز رولز رويس، فصمم له تمثال “الهمسة”، وهو تمثال صغير صوّر فيه الممثلة الإنجليزية إيلانور ثورنتون وهي تضع إصبع السبابة على شفتيها – في إشارة إلى علاقة الحب السرية بينها وبين البارون. وبدافع القلق من أن يتجه السائقون لوضع رموز غير لائقة على أغطية سياراتهم، توجهت الشركة إلى سايكس مرة أخرى لتصميم تمثال رسمي يزين كل السيارات، وما كان من سايكس إلا أن اتجه إلى نفس السيدة. وتجسدت النتيجة في هذا التمثال الصغير الذي يأخذ شكل سيدة تنحني للأمام وذراعاها ممدودتان للخلف بملابس منتفخة كما الأجنحة. وبات تمثال “روح النشوة” اليوم يزين كل سيارات رولز رويس، ويمكن رفعة وخفضه بمجرد لمسة على زر. كما يختفي هذا التمثال على الفور بمجرد جذبه من أي اتجاه، ما يجعل من سرقته أمراً مستحيلاً.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد ربيع وصيف 2020 من ڤوغ العربية للرجل.

اقرؤوا أيضاً: أفضل ماكينات حلاقة الشعر التي تؤمِّن لك مظهراً أنيقاً خلال العزل المنزلي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع