من الصفات التي أحبها في نيمار –إلى جانب موهبته الفذة ومظهره الجريء الذي يتجلّى في صبغة شعره الوردية– حقيقة أنه من أولئك الرجال الذين لا يخجلون من إبداء مشاعرهم. هل شاهدتم الفيديو المعروض له على يوتيوب باسم الأهداف التي أبكت نيمار والذي حصد نحو 1.2 مليون مشاهدة؟ في هذا الوقت العصيب الذي نمر به جميعاً –حيث تدفعنا جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” رغماً عنّا إلى التباعد الاجتماعي– بات من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نعبّر عن مشاعرنا، دون خوف من أن نظهر بمظهر الضعفاء. يقول كثيرون إن الأولاد لا يبكون، ولكن حان الوقت لندع هذه الترهات جانباً، وأن نتفاعل، كرجال، مع مشاعرنا الوجدانية. لسنا في حاجة لأن نتصرف مثل رامبو في جميع الأوقات. اتصلوا بأصدقائكم وأفراد عائلتكم، وأخبروهم بمحبتكم لهم.
وهذه الرجولة الحانية –وهي في رأيي أكثر شجاعةً من الأفكار التقليدية التي تفرض على الرجل تصرفات معينة– نحتفي بها أيضاً في الموسم المقبل، وبطبيعة الحال على صفحاتنا المعنيّة بالموضة. لذا عليكم هذا الصيف، ارتداء البذلة الفوشيا التي صممتها ألكسندر مكوين، أو انتعال حذاء سيلين المغطى بالغليتر، أو ارتداء قميص لانڤان الدرامي المطبع بأشكال زهرية. وأحياناً ما يقبل أحد أعز أصدقائي، المهندس المعماري دينو غونسالڤيس، الرائد الحقيقي لفن المزج والمطابقة بأسلوب خالٍ من العُقَد والهموم، على ارتداء أزياء جريئة تتسق مع شخصيته المتقلّبة. وكلما سألته عن ما يدفعه لارتداء قميص منقّط ومربوط بشريطة ضخمة، والتحلّي بقلائد مرصعة باللؤلؤ، يجيبني دائماً: “ولم لا؟”.
وعلى صعيد المنطقة، يتزايد أيضاً هذا الإحساس بالثقة في العلامات المحلية، مثل علامة طلال حزامي أو 2d2c2m، اللتين ابتعدتا عن ما هو متوقع منهما عادةً، ألا وهو: إضفاء جرعة قوية من اللمعان والفخامة المسرفة لمجرد أن هذا فقط ما يتصوره العالم عن العالم العربي. تقول المديرة الإبداعية لعلامة “فلوز” العُمانية: “يعد تمثيل الشرق الأوسط في صناعة إطلالات الشارع محدوداً إلى حد كبير. وهذا ما يتيح للعلامات مساحة لإبراز إبداعاتها من زاوية جديدة تماماً”. لذا، لا يسعني، حين أنظر إلى التصاميم الجريئة والعصرية في موضوع أزياء الشارع Street Cred (صفحة 36)، سوى أن أقول أنا أيضاً، لم لا؟
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد ربيع وصيف 2020 من ڤوغ العربية للرجل.
اقرأ أيضاً: 5 دروس نتعلمها من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن