Follow Vogue Man Arabia

’’ثقوا بما يمليه عليكم حدسكم‘‘.. خلف كواليس عرض كيم جونز لمجموعة أزياء ديور الرجالية لما قبل خريف 2019

كيم جونز خلال عرض مجموعة ديور أوم لربيع 2019. InDigital.tv

ماذا كان سيفعل السيد ديور؟ سؤالٌ وجيهٌ، إن كان قد طُرِح بالأساس، وهو نقطة مثلى لنبدأ منها. بينما كان المديرُ الفني لقسم الأزياء الرجالية في ديور، كيم جونز، يتنقل بين جلسات القياس في اليوم الذي سبق عرض مجموعته لما قبل الخريف في طوكيو باليابان، أشار إلى السيد ديور بارتياح وحميمية تجعلكم تعتقدون أن هناك صلة قرابة تربط بين الرجلين. يأخذ عارضو الأزياء قسطاً من الراحة على الشرفة في حين يُسمع صوت عجلات عربات الفاكهة والمقبلات في الرواق؛ وتأتي الأطباق التي تحمل مجوهراتٍ وأحزمة وتذهب. الطقس دافئٌ على نحوٍ غير معتادٍ في مثل هذا الوقت من العام لكن الدفّايات تظل مشغَّلة في الفندق، كما لو أن الغرض من ذلك استباق انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة يبدو أنه لن يحصل وحسب. وبالرغم من الإجهاد الذي رافق رحلة الطيران الطويلة وموعد العرض الذي يلوح في الأفق، إلا أنّ فريق ديور متحمسٌ ويعمل لا على وقع أنغام الموسيقى، بل على إيقاع صوت طقطقة جهازٍ يحافظ على جودة التهوية داخل استوديو التصوير المؤقَّت (ولكنه أنيق ومُرتَّب للغاية).

يقول جونز بتواضع: “نعمل بلا انقطاع”. وقبل ذلك بأقل من 24 ساعةً كان يحتفل بإطلاق مجموعته المصغرة (التي نفدت بالكامل منذ ذاك الحين) لصيف 2019 مع كاوس في سلسلة متاجر اسيتان شينجوكو متعددة الأقسام بمدينة طوكيو. لكن لا الإجهاد ولا العام الحافل بالانشغال الذي شهده يمكن أن يوقف تقدمه؛ فعرض يوم الجمعة الضخم لا يشكّل فقط أول مجموعة له لموسم ما قبل الخريف (عُيِّن في منصبه هذا في شهر مارس ليس إلا)، ولكنه أيضاً أول عرضٍ لما قبل الخريف يقدم تحت إدارة مدير فني للأزياء الرجالية في الدار العريقة. ومن نواحٍ عدة، هو أول لمحة حقيقية عما ستكون عليه حقاً أزياء ديور الرجالية تحت إدارة جونز.

يوضِّح جونز لدى الحديث عن قرار تحويل عرض ما قبل الخريف إلى عرضٍ ضخمٍ بالقول: “العلامة رائعة، لكنها كانت هادئة نوعاً ما”، ويضيف: “[كان الغرض من هذا العرض] لنقل: ‘هيه نحن حقاً هنا! وحسب’ ولنُظهِر أننا نقوم بذلك عن قناعة. كان السيد ديور يعشق طوكيو للغاية؛ فقد أدخل الكثير من الدلالات التي تشير إلى اليابان، وزار اليابان كثيراً. أنا أعشق اليابان، وهو أحبَّ اليابان، لقد بدت المكان الأمثل لنبدأ فيه”.

وفي حين كانت مجموعته الأولى لربيع 2019 خفيفة ورومانسية -وهو تحوّل مفعم بمزيد من النعومة والأناقة مقارنةً بالبذلات الرسمية الحادة والكئيبة لكلٍّ من كريس ڤان آشي وهادي سليمان– إلا أنَّ مجموعة جونز لما قبل الخريف “قوية جداً في الواقع” كما يشير، ويضيف: “الكثير من الألوان المعدنية، الرمادي المميِّز لديور والحياكة [المميِّزة لها]. ومع ذلك، تتميز بمقاسات فضفاضة، لكنها قوية”. ولوحة الألوان أغمق (كما هو متوقع)، مع الرمادي المميِّز لديور وتدرجات الأزرق الداكنة والوردي الرقيقة. وينوّه جونز بابتهاجٍ لدى الحديث عن أرشيف ديور: “كان للسيد ديور لوحة ألوان ثابتة للغاية عندما كان يعمل”.

ولم تكن لوحة الألوان “الصارمة” الجانب الوحيد الذي ألهم به السيدُ ديور هذه المجموعةَ: فربطة العنق الأخيرة التي مُنِحت لمصمم الأزياء الراقية ألهمت بذلةً بكاملها؛ وطبعة جلد النمر أيضاً أُخِذَت مباشرةً من الأرشيف؛ في حين أن قطع الكيمونو التي اختتمت العرض مبنية على اسكتشات السيد ديور نفسه لزبائنه اليابانيين؛ وبالطبع هناك رسومات أزهار الكرز. وقد عمد جونز المخلص لذاك الأسلوب إلى تبني كلاسيكيات ديور تلك وإعادة ابتكارها.

كما عاودت مشابك ماثيو ويليامز المعدنية التي صممها لعلامة أليكس الظهور، إذ منحت الأزياء الخارجية لمسة عصرية بلا ريب، كما فعلت بذلة تيور أوبليك [أو البذلة المائلة]، المصممة لتلتف حول الجسم إلى الجانب بزرٍ واحدٍ. يقول المصمم مدركاً الحاجة إلى عدم استبعاد زبائن ديور المخلصين: “إلى جانب الأزياء الخارجية، قمنا أيضاً [بإضافة البذلة المائلة] إلى التصاميم الرسمية الأكثر مبيعاً، التي وُجِدَت قبل انضمامي إلى ديور. أعتقد أنه من المهم أن نقول للزبائن أن هذه الأشياء لاتزال حاضرة”. ولا يواجه جونز أية مشكلات مع كلمة “تجاري” وهو مصطلح غالباً ما يهزأ منه المصممون. وبدلاً من ذلك يتبناه جونز، إذ يقول: “يسرُّني جداً أن نكون تجاريين. علينا أن نكون كذلك في وقتنا الراهن لكي نتمكن من البقاء في هذه الوظائف الكبرى”.

ويعود التعاون الإبداعي أيضاً مع الفنانين ليبرز من جديد، يقول المصمم: “أعمل مع فنانين لأن كريستيان ديور كان أمين معارض قبل أن يكون مصمم أزياء راقية”، ويردف: “وقد عمل مع فنانين بارزين في عصره، مثل سلفادور دالي وبيكاسو، لذا بحثت عما سيكون عليه تأويل الجيل العصري لتلك [الأعمال]، لذلك بدأت مع كاوس والآن مع هاجيمي سوراياما”.

قد لا يكون الفنان الياباني وأستاذ “الواقعية المفرطة” بمثل شهرة الفنانة يايوي كوساما والفنان تاكاشي موراكامي، إلا أن وجهة نظره ذات الطابع المستقبلي تبرهن أنها إضافة ساحرة لعالم ديور. وإلى جانب التمثال المنحوت الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً والذي ينتصب وسط مكان العرض (“إنه الشيء الأجمل على الإطلاق”، ينوّه جونز بينما نشاهد مقطعاً قصيراً على هاتفه، مذهولاً بالروبوت الضخم المُضاء بأضواء الستروب الوامض الليزرية)، هناك النسخة الروبوتية محدودة الإصدار لحقيبة السرج، التي تدعى سوراياما ميتالز، والتي سيصنع منها 10 نسخٍ لا غير. وقد أدخل سوراياما تحديثاً على أزهار الكرز التي كان يعشقها السيد ديور، كما تحولت أشكاله الأنثوية الشهيرة ورسومات ديناصور تي ريكس إلى طبعاتٍ أيضاً، ولا تقلُّ عنها إبهاراً سلسلة القطع “المُمعدنة”. وعنها يوضح إدوارد كرتشلي، خبير الأقمشة في ديور ومساعد جونز منذ زمنٍ بعيد، بالقول: “إنها تقنية جديدة لم تتم تجربتها على الأزياء من قبل”، ويضيف: “يوضع الرداء في حجرة مفرغة من الهواء، نفرغ منها الهواء بالكامل، ونفجر القماش ونحوله إلى ذرات، ومن ثمَّ يتم جذب المعدن مغناطيسياً عبر الزي”.

وبعيداً عن الفنانين، يبقى فريق جونز من المتعاونين معه عنصراً جوهرياً، بمن فيهم: صانع القبعات ستيفن جونز، ويده اليمنى لوسي بيدن، وماثيو ويليامز مصمم علامة أليكس، ومصممة المجوهرات يون أهن (تتحدث الأخيرة بانفتاح عن إعجابها الشخصي ومدى تقديرها لجونز، حيث قالت أهن لــڤوغ قُبيل العرض: “يمكنكم بكل تأكيد الإحساس بالطاقة في كل مرة تذهبون فيها إلى الاستوديو”). يقول جونز: “أعتقد أنه من المهم حقاً أن يكون لديك فريقٌ من الناس الذين تحبهم حولك”، ويردف: “تنظرون إلى أشخاصٍ مثل كارل لاغرفيلد، إنه الشخص الذي يجب أن يتطلع إليه جميع من في هذا القطاع لأن فريقه يحبه بصدق، فهو يجعلهم يضحكون، ويعملون، كما أنه يمدُّهم بالإلهام… أعتقد أن هذا ما يجب أن تكون عليه الأمور”.

ومن الملاحظ غياب طابع أزياء الشارع (مجدداً)، والذي كان جونز معروفاً جداً به خلال مدة عمله مع علامة ڤويتون، وعن ذلك يقول: “عليك أن تتحدى نفسك وتنظر إلى الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الأشياء، كيف يرتدون الأزياء. بالنسبة لي الأمر [يدور حول] احترام معايير الدار وإيجاد أشياء جديدة مثيرة لجعل الناس يرغبون بشرائها في كل موسم. لدي ثقة بما أفعله، ولكن، وكما تعلمون، لا يعرف المرء حقاً… عليكم فعل أمورٍ وفقاً لما يمليه عليكم حدسكم؛ ثقوا بأنفسكم وقوموا بمخاطراتٍ مدروسة”.

وبعد مضي أقل من تسعة شهورٍ على توليه منصبه لدى الدار، ما الذي تعلمه في ديور؟ يجيب: “لقد أدركت أن الأزياء ليست متقلبة إلى هذه الدرجة، فأنتم تشترون شيئاً لأنه يمنحكم شعوراً جيداً، وأعتقد أن هذا أمرٌ مهمٌ لنفعله. خصوصاً عندما يكون العالم موحشاً للغاية. استمتعوا بالأمور التي يمكنكم الاستمتاع بها والأمور التي تمنحكم شعوراً طيباً حول أنفسكم”. هل هذا يعني أن عرض الخريف في فبراير سيدور حول المشاعر الإيجابية؟ يجيب بالقول: “إنه كذلك إلى أقصى حد. إنها مجموعتي المفضلة إلى الآن، وقد قدمت الكثير من [المجموعات]”.

والآن اقرؤوا: المصمم أمين بن درويش يضع لمسات ملائمة للجنسين على تصاميمه المستوحاة من الأزياء المغربية

نُشِر للمرة الأولى على Vogue.co.uk

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع